أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزير بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول رئيس المجموعة التوجيهية العليا في المؤتمر ال 12 لمنتدى الطاقة الدولي، أن إعلان كانكون الوزاري جاء نتيجة للجهود الصادقة والعملية الشفافة في إطار حوار الدول المنتجة والمستهلكة للنفط. وفيما قال إن هناك أكثر من 66 دولة وافقت على إعلان كانكون الوزاري، أوضح أن الإنجاز المشترك اليوم يأتي انعكاسا وتجسيدا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول دعم الحوار الحقيقي بين المنتجين والمستهلكين، مشيرا إلى مقترحه بإنشاء المقر الدائم للأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي عام 2000م، وافتتاح المقر عام 2005 في مدينة الرياض، وتدشينه لانطلاق الموقع الإلكتروني لمبادرة تبادل المعلومات والبيانات البترولية (جودي) ودعوته لجميع الدول المشاركة والمنظمات في اجتماع جدة عام 2008 للعمل من أجل تطبيق نتائج هذا الاجتماع. وأعرب رئيس المجموعة العليا التوجيهية في المؤتمر ال 12 لمنتدى الطاقة الدولي عن الشكر لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي لإسناد هذه المهمة له وتمثيل المملكة واستمرار دعمه لفريق عمل المجموعة. وقال إن المنتدى لن يتعارض مع اختصاصات كل من منظمة الأوبك ووكالة الطاقة الدولية ولن يأخذ مكانهما، فهو يضم جميع الأطراف ويمثل مظلة حوار صريح وشفاف تدعم استقرار السوق النفطية العالمية. وأضاف عقب اختتام المؤتمر أن إعلان كانكون يوضح هذه المسألة بشكل جلي ودون لبس، مؤكدا أن المنتدى سيكون أكثر فعالية في مواجهة تحديات السوق النفطية بعد التصديق على ميثاقه قبل شهر مارس من العام 2011م. وحول اختلاف منتدى الطاقة الدولي عن منظمتي الأوبك ومنظمة الطاقة الدولية ودول غير الأوبك، قال الأمير عبد العزيز: إن منتدى الطاقة الدولي يملك خاصية مميزة تكمن في التنوع الذي يحظى به، حيث يضم المنتدى أعضاء ليسوا في منظمة الأوبك أو وكالة الطاقة الدولية مثل روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، أما الخاصية الثانية فتكمن في عدم الإلزامية في القرارات؛ فالمنتدى يمثل مظلة للحوار دون التقيد والحرج بأن ما ستتم مناقشته يمثل موقفا رسميا لا بد أن يتبنى، وهو ما يشيع الأجواء الإيجابية في طرح الآراء دون تحفظ، ويقدم أمام كل صانع قرار صورة متكاملة حول السوق ورؤى الأطراف المشاركة فيه بشفافية. وفيما يتعلق برؤيته للتعاون بين منظمة الأوبك ووكالة الطاقة الدولية في المستقبل في إطار العلاقة مع المنتدى، خصوصا فيما يتعلق ببيانات السوق النفطية وأهمية تضييق الهوة بين الطرفين، أكد مساعد وزير البترول والثروة المعدنية أن المنتدى يساهم في توضيح وتعريف كل طرف بوجهة نظر الطرف الآخر بشكل دقيق بغض النظر عن مساحة الاتفاق، وأضاف أن مثل هذا الفهم يؤسس لعلاقة إيجابية وتعاون يثمر في استقرار السوق وتحقيق أكبر مساحة من مصالح الطرفين. ودعا إلى تذكر ما حدث في عام 2008، حين ضعف التواصل بين أطراف السوق الذي مكن بعض الأطراف من استغلال ذلك الفراغ، الذي كان العالم يترقب ما سيؤول إليه حتى جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاجتماع جدة لتملأ ذلك الفراغ وتسد الفجوة بين الأطراف من خلال دعم الحوار وتعزيز الشفافية. واستطرد الأمير عبد العزيز «أشرت في كلمتي في ختام أعمال المنتدى إلى أن إعلان كانكون جاء انعكاسا ونتيجة لاجتماع جدة في 2008، حيث جاء في ختام كلمة الملك عبد الله دعوته خلال الاجتماع إلى تكوين مجموعة عمل من الدول والمنظمات التي شاركت في اجتماع جدة تحت مظلة الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي تعنى بمتابعة التوصيات التي يصدرها المؤتمر وتنفيذها ومراقبة التطورات في سوق البترول، كما أعلن الملك عبد الله في تلك الكلمة عن استعداد المملكة لدعم مجموعة العمل تلك بكافة الإمكانات البشرية والمادية لكي تتمكن من القيام بمهمتها بنجاح. وأضاف مساعد وزير البترول والثروة المعدنية أن العالم أجمع يقدر ذلك الموقف المسؤول من الملك عبد الله والالتزام تجاه التحديات العالمية. وشدد رئيس اللجنة الإشرافية العليا لمنتدى الطاقة الدولي على أن القناعة بالحوار، وهي الأساس لنجاحه، باتت واضحة جدا بين المستهلكين والمنتجين، وأشار إلى المفارقة حول أن اجتماع جدة في 2008 عقد في ظل ارتفاع أسعار النفط وكان يبحث أسبابه، بينما عقد اجتماع لندن في ذات العام ليناقش أسباب انخفاض أسعار النفط، الأمر الذي يؤكد أن ثمة قناعة إيجابية مشتركة بين المستهلكين والمنتجين حول الحفاظ على استقرار السوق وعدم تعرضها للتذبات التي تؤثر على جميع الأطراف.