تزامن انتهاء الربع الأول من هذا العام مع نهاية تداولات الأسبوع الماضي، حيث يستعد المتداولون لترقب ظهور نتائج الشركات لهذا الربع مع الكثير من الأمل الممزوج بالقلق والخوف من حدوث حالة انعكاسية لتلك الآمال. وصعد المؤشر خلال الفترة بنحو 11 في المائة، وكانت البداية في 1/1/2010 من نقطة 6121 نقطة، فيما أقفل أمس الأول عند 6801 نقطة أي بفارق صعودي قدره 680 نقطة. ومقارنة بأداء المؤشر مع نفس الفترة من العام الماضي 2009 يتضح تحسن الأداء بصورة واضحة، فقد كان أداء المؤشر خلال العام الماضي متأثرا بسوء الحالة النفسية إثر ظهور الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكست آثار تلك الأزمة بصورة واضحة على المؤشر العام، حيث بدأ تداولات العام من نقطة 4387 نقطة وأغلق مع نهاية ذلك الربع عند نقطة 4703 نقاط، أي بفارق 316 نقطة فقط. وشهد الربع الأول هبوط أسعار الأسهم إلى مستويات تاريخية كما سجل قيعانا سعرية جديدة للكثير من الأسهم دون تمييز، فيما حافظت فئة قليلة من الأسهم على مستويات سعرية محترمة. ويبدو أن أوجه الاختلاف اتضحت من خلال تلك المقارنة إلا أن أوجه الشبه التي تبدو واضحة في أن تحرك المؤشر خلال الفترتين كان موازيا تقريبا لتحركات أسهم الشركات ذات العوائد والمكاسب المميزة، أما الأسهم ذات النتائج المتردية فقد هجرتها السيولة، وأصبحت تسجل انخفاضات متتالية بأسعارها دون أن يغري ذلك المستثمرين بالعودة إليها. وهذا الوضع يدل على إشارات مبدئية صحية تبين نضوج السيولة المستثمرة والمضاربة في السوق والتي تبحث عن أفضل الأسهم، وليس كما كان يحدث سابقا لئلا تدفع ثمن المضاربات الفاشلة مع يقينها بتطور أساليب الرقابة وكشف التلاعب من هيئة سوق المال، فبذا تكون الخسائر مضاعفة. وإذا كان لنا أن نشهد بصعود المؤشر ونعطيه أفضلية عن العام السابق، فمن البديهي أن نعرف السهم الأكثر تأثيرا في الوصول إلى هذا المستوى والمحافظة على مكاسبه، ولعلنا جميعنا نتفق على أن سهم سابك هو الذي قاد المؤشر إلى هذه المستويات دون أن يستسلم لمحاولات قوية من قوى البيع التي قاومت الصعود وجعلت من بعض الأسهم القيادية أدوات مواجهة مؤثرة لإنهاك المؤشر، مستندا إلى تحسن نتائج الشركة للربعين الثالث والرابع من العام الماضي مع تفاؤلات وآمال عريضة بعودة الشركة إلى تحقيق النتائج القياسية السابقة والتي كانت تصل إلى حدود عشرة مليارات ريال خلال الربع الأول. ومن الطبيعي أن مقاومة سهم سابك لعمليات الضغط البيعي لم يأت من فراغ بل عززته بعض العوامل الإيجابية ومنها ارتفاع أسعار النفط وتحسن الطلب على البتروكيماويات إضافة إلى ارتفاع أسعار الحديد وكذا زيادة الطلب على الأسمدة والمنتجات التي تنتج من شركة سافكو، حيث تستفيد سابك بما نسبته 42 في المائة من إيرادات سافكو إضافة إلى بدء التشغيل في مجمع ينساب وسابك الصين وتحسن أداء التشغيل في سابك أمريكا التي استدعت أخيرا عددا من الموظفين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم. كذلك كان لتحسن أحوال القطاع المصرفي دور مهم في مضاعفة مكاسب المؤشر لهذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بالإضافة إلى توقعات قوية بتحسن نتائج شركات أخرى مؤثرة في قطاعات مختلفة نذكر المراعي وجرير والنقل البحري وسافكو وصافولا الحكير والدريس والتصنيع الوطنية والتعاونية للتأمين وموبايلي والاتصالات السعودية مع توقعات بانخفاض جيد لخسائر تشغيلية لشركات جديدة مثل زين وبترورابغ مع تحسن المبيعات لدى مثل هاتين الشركتين. فنيا، يتوقع أن يكون المؤشر محصورا بين نقطتين مهمتين، الأولى كنقطة دعم عند 6767 والأخرى عند 6823 نقطة، ونرى أن اختراق أي منهما يخلق حالة جديدة في أداء المؤشر فكسر نقطة الدعم مع الإغلاق دونها يؤدي إلى توجه المؤشر لمستويات 6470 نقطة، فيما سيكون اختراق نقطة 6824 وبعدها اختراق 6840 توجها واضحا لمستويات 7200 نقطة كهدف قائم.