أنهت سوق الأسهم السعودية تداولاتها في آخر تداولات شهر يوليو (تموز) الجاري على انخفاض طفيف بلغ 8 نقاط، لكنه بالإجمال كان إغلاقا إيجابيا حافظ فيه على مستويات ما فوق 6200 نقطة، وأضاف إلى مكاسبه 145 نقطة تقريبا، مقارنة بوضع المؤشر بداية افتتاحه أول هذا العام. وكان المتعاملون يتوقعون أن ينهض المؤشر مع نهوض شركات كبيرة كانت تشكل سابقا عبئا على حركته بعدما انفردت سابك، ومعها شركات أخرى متوسطة في قيادة المؤشر والصعود به إلى مستويات 6900 نقطة في أبريل (نيسان) الماضي، إلا أن التصحيح الذي واجه السوق في مايو (أيار) الماضي خيب آمال المستثمرين من مواصلة المؤشر للمسار الصاعد والاستمرار إلى مستويات 7000 نقطة ولم يكتف بذلك بل إن المؤشر كسر نقطة الافتتاح التي بدأها مطلع السنة، عند مستويات 6121 نقطة وهبط في منتصف مايو الماضي في حركة تصحيح عنيفة إلى مستوى 5770 نقطة تقريبا من مستويات 6900 نقطة. والآن يجاهد المتعاملون للارتفاع مجددا إلى المستويات السابقة وإعادة المحاولة لاختراق حاجز 7000 نقطة والذي من الممكن إن تم الوصول إليه، أن يفتح آفاقا جديدة مختلفة عن الأوضاع المتشائمة التي كانت عليها السوق طيلة العامين الماضيين، خاصة أن هذا الأمل مقرون بتحسن بيئة النتائج لقطاع البتروكيماويات، والمصارف والبنوك وقطاعات الطاقة والمرافق والاتصالات والتجزئة وغيرها من القطاعات الأخرى. وبالفعل فإن الأوضاع كانت مواتية لأن يحدث هذا لولا البيانات السلبية التي ظهرت فيما يتعلق بصناعات السلع المعمرة مع ارتفاع حاد بمخزونات النفط الأمريكية وانخفاض أسعار الحديد كأحد المنتجات الرئيسة لشركة سابك مع المفاجأة الكبيرة والقوية التي خيبت الأمل بالإعلان الخاص بشركة كيان وارتفاع تكلفة الإنشاء لمستويات لم تكن بالحسبان. وألقت هذه الأوضاع بظلالها على تعاملات السوق وحدت من حركتها كثيرا، لكن الأمور فيما يبدو ستكون أفضل حالا خلال الأسبوعين المقبلين، بعد أن يكمل المؤشر مسار التصحيح وبناء مراكز الدعم المهمة وترتيب المتوسطات القريبة. ويعزز من هذه الرؤية توجه السيولة إلى الشركات ذات التوزيعات السخية والأسعار الملائمة والتي تتمتع بكفاءة إدارية وتشغيلية عالية تؤهلها لاستمرار حصد النتائج الممتازة، والأمثلة تبدو واضحة وجلية في أسهم الكهرباء وصافولا وسابك والراجحي وموبايلي والاتصالات السعودية والمراعي وجرير وغيرها من الشركات ذات الأداء الممتاز والراسخ. فنيا يبدو الوضع مواتيا لاستمرار التحسن حيث يتوقع أن يؤسس المؤشر لدعوم تبدأ من نقطة 6261 تليها نقطة 6231 نقطة كنقطة دعم رئيسة حيث إن كسرها يمكن أن يشهد المؤشر ارتخاء إلى نقطة 6114 نقطة كأدنى حد يمكن أن يصل إليه المؤشر فيما لو حدثت أمور سلبية. كذلك الحال فإن المؤشر ينتظر أن يسجل مقاومات جديدة تبدأ من مستويات 6303 تليها نقطة مقاومة 6348 نقطة ثم 6373. ويمكن القول إن اختراق هذا المستوى والذي يقع في منتصف القناة الصاعدة سيمكن المؤشر من الوصول إلى مقاومة عنيدة عند 6405. والمؤشر بإيجابيته سيعود إليه دعم سهم سابك خاصة إذا لم يتم كسر سعر 85 ريالا فإنه سيشهد انطلاقة قوية لمستويات 92 ريالا ليعود لاختبار واختراق مقاومته السابقة عند 96.5 ريال والتي يمكن القول إن السهم سيحول سلوك أدائه في الفترة المقبلة لما كان عليه الوضع خلال الربع الأول من هذا العام.