تعقد مؤتمرات لمناقشة الإرهاب تحت أسماء وعناوين مختلفة، لكنها للأسف لا تلامس الواقع الفكري الذي نعيش فصوله يوما بعد آخر. معظم هذه المؤتمرات يدور حول الحمى، ومعظم طروحاتها ضبابية، وتحمل العصا من المنتصف! لا نريد مؤتمرات لإرضاء كبار المسؤولين من خلال العناوين واليافطات فقط، بل مؤتمرات تواجه الواقع الفكري الذي نعيشه، وتتصدى لكل أشكال التكفير والتطرف الفكري الذي ولدت منه بذرة الإرهاب وما تزال تقتات عليه. لسنا بحاجة إلى طروحات تكيل بمكيالين، فهي ضد عمليات الإرهاب، لكنها في الوقت نفسه لا تسمي الأشياء بأسمائها ولا تدحض الأفكار التي تولدت منها .. من أصلها. التطرف الفكري والإرهاب توأمان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، وهذا ما أثبتته الوقائع والأيام، رغم أن بعض التيارات الفكرية تحاول تحاشي هذه الحقيقة، وهو ما جعل مثل هذه الطروحات تراوح مكانها ولا تغير شيئا على الإطلاق من واقعنا الفكري المأزوم. يوما بعد آخر نسمع آخر صيحات ودعوات التطرف الفكري، لكننا لا نرى بالمقابل فكرا مضادا يواجه هذه الدعوات المتطرفة ويتصدى لها من جذورها. الإرهاب بدأ بالتطرف الفكري الذي قامت عليه كل نظريات الإرهاب ولم تتمكن مؤسساتنا التعليمية بكل منابرها ومؤتمراتها ومنتدياتها من إجهاض هذه النظريات سوى ملامسة سطحها الخارجي من خلال طروحات فضفاضة، وعلى طريقة المثل الشعبي «خذ الجربوع وذنبه بيدي». فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة