لعله من فرائد مدينة بيروت أنه أقيم بها قبل أيام تظاهرة فكرية أدبية سبقت بها المدن العربية، نحن نعرف أن الأدباء والمفكرين والفنانين من أكثر الناس ضجيجا ولعلعة في المجالس والمقاهي، لكن أن يستولوا على شارع هام ويغلقوه لأغراض فكرية فإنه لم يحدث أبدا أو على الأقل لم أسمع عنه، كانت بيروت تمتلئ بيافطات قماشية كبيرة تحمل عنوانا قصيرا (نحن لغتنا)، ولم أعر الأمر أهمية فما أكثر اليافطات، خصوصا في بلد تتزاحم فيه العناوين والمنافسات، لكن المفاجأة أنه ذات صباح فوجئت والسائق بغلق شارع الحمراء التجاري والمهم للمرور وللمتسوقين وعليه عدة مقاهٍ ومطاعم، ماذا هناك؟ بمبادرة وجهد وتنظيم جمعية (فعل أمر) و(مؤسسة الفكر العربي) أغلق الشارع يوما كاملا لإقامة (كرنفال) أو مهرجان احتفالي يشترك فيه مائة وخمسون فنانا في شتى النشاطات (وبسطات) للكتب وللوحات تذكيرا ودعوة بأهمية اللغة العربية، وهذا معنى الشعار الذي رفعوه (نحن لغتنا) والقصد منه أن اللغة الأمة أو الوطن، والمهرجان حسب تصريح لأمين مؤسسة الفكر العربي «دق ناقوس الخطر أمام تقهقر لغة الضاد» وتشجيع الشباب على استخدام العربية للانتاج الإبداعي والاستخدام اليومي، والعجيب أن أمين المؤسسة يعترف بغياب أي جهد عربي منظم لجعل اللغة العربية تواكب التطورات. فمثلا، آخر تحديث للمعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية في القاهرة وهو أهم معجم حديث جرى في الستينيات، يعني قرابة أربعين عاما تولدت فيها آلاف الكلمات العلمية والحياتية، والسؤال هو ما الذي يمنع المؤسسة من جمع تبرعات لعمل هذا التحديث، بل في رأيي إنه أهم من إصدار التقرير السنوي ولو لعام أو عامين. (نحن لغتنا) حملة رائدة في قلب بيروت لتذكير الجميع بضرورة الالتفات إلى لغتا الجميلة وإعطائها (إبر) منشطات لعل وعسى، نحن مصابون بشتى أمراض التخلف وكذلك لغتنا.. نحن لغتنا ضعفا وانكسارا يا للأسف. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة