أرجع المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي والنفسي للهيئة العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح بن سعد اللحيدان كثرة حالات الانتحار التي ظهرت في المملكة أخيرا إلى انتشار الأمراض النفسية في المجتمع. موضحا ل«عكاظ» أن الأمراض النفسية ليست على شكل واحد فهي على درجات وأقسام، ولفت اللحيدان إلى أنه وفق دراسة أعدها تعتبر أول دراسة قضائية إكلينيكة مدعمة بحالات استخلص أن المرض النفسي ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولها أن يسبق المرض النفسي جناية، والقسم الثاني أن يصاحب المرض النفسي جناية، والقسم الثالث أن يتأخر المرض النفسي عن الجناية. ولاحظ اللحيدان من خلال خبرته العملية أن بعض الأشخاص يدعون المرض النفسي للخلوص من الجناية أو التبرؤ من العمل الذي يقدمون عليه وبالتالي تسقط التهمة عنهم. موضحا أن البعض لا يدعي المرض فحسب بل يتقمص المرض وأعراضه، حتى إن بعض الاختصاصيين يعجز عن كشف ادعائه للمرض إلا بعد ست جلسات، وذلك هروبا من الجناية، معتبرا ذلك أمرا خاطئا يعود لضعف الإيمان وقلة الوازع الديني. وأوضح اللحيدان أن بعض الذين يدعون المرض بعد الجناية يتلبسهم المرض، معللا ذلك استعدادهم لا شعوريا لتقبل الأمراض النفسية، وبين أنهم بالفعل يصابون ببعض الأمراض النفسية ومنها الذهان العقلي، وشدد اللحيدان على رأيه في هذا المجال من خلال بعض الكتابات النفسية التي تؤيده إضافة لما ذكر في محاضرة عقدت في الجمعية العالمية للصحة النفسية في القاهرة والتي شارك فيها بجانب الدكتور إبراهيم نصر وجملة من الأطباء والتي دار فيها نقاشا بين الدكتور طارق الحبيب وجملة من الأطباء حول انتشار الانتحار بين الكبار والصغار والتي توصلوا فيها إلى أن الأمراض النفسية هي السبب الرئيس في ذلك. وأشار اللحيدان إلى أن كبار الساسة والمفكرين في العالم ممن يدعون المرض هروبا من بعض أفعالهم مثل الاختلاسات أو القتل أو هروبا من الأفكار المخالفة والمصادمة التي يطرحونها أو هربا من دفع أموال الضرائب أوغير ذلك من الأفعال القبيحة، معتبرا أن ادعاء المرض لدى البعض ضعف في شخصيتهم إضافة لعدم وجود وازع ديني في الأصل يمنعهم من هذه الأفعال مما يسهل لهم أفعالهم وادعاءهم وإصابتهم في بعض الأحيان بالأمراض التي يدعونها.