الكاتب السعودي شتيوي الغيثي قال: «إن بعض الشباب يتصرف بنوع من ذهنية الاحتساب تجاه الكثير من قضايا المجتمع المتجددة، وهي ذهنية تفترض في الآخرين سوء الظن، وهذا التصرف يضع الهيئة الرسمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حرج دائم، فالتصرفات التي جاءت من قبل بعض الشباب في احتسابهم حتى على المؤسسات الثقافية وتكرار ذلك يشي بنوع من الرفض للمنتج الثقافي حتى ولو كان أصيلا ومن داخل المظلة الإسلامية العامة والتي تجمعنا، كان آخر هذه الأحداث هو إحراق نادي الجوف الأدبي أو تصرف بعض الشباب في معرض الكتاب ضد بعض الإعلاميين الرسميين والذين كانوا يقومون بعملهم الطبيعي في تغطية أحداث المعرض». وأردف قائلا: «من جهة أخرى نرى بعض الشباب الذين يأخذهم الحماس في محاولة لمناصحة الناس حسب الرؤية التي يتكئون عليها في فهم المنكر أو طريقة إنكاره، هذا الرؤية تنظر على أن الآخر مصنف في خانة الخطأ والذات مصنفة في خانة الصح، في حين تبقى القضايا نسبية بين ماهو صح وما هو خطأ حتى ولو كان المنكر كبيرا. الإشكالية أن الذين يتصرفون بهذه الطريقة لا يملكون رؤية واضحة لحقيقة المنكر من توهماته إذ نراهم ينكرون في قضايا خلافية، ومن المعلوم ألا إنكار في مسائل الاختلاف لكن هذه تبقى حتى الآن في حالة المغيبة فكريا عن هؤلاء لصالح ذهنية متشددة يكون من مصلحتها تنميط المجتمع في إطار واحد لضمان التبعية الفكرية ومن ثم التبعية السياسية فيما بعد لو استلزم الآمر ذلك». وزاد «التصرفات التي يقوم بها شباب الحسبة غير الرسميين أو أخطاء بعض رجال الهيئة الرسميين والذين يأخذهم الحماس أحيانا ينم عن إشكالية في التصور العام للمنكر، هنا نحن نحتاج إلى تحرير مفهوم المنكر رسميا حتى يمكن الاحتكام إلى نص موضح ومقنن ومكتوب يستطيع الجميع الاطلاع عليه من خلال لائحة عامة حالها حال المخالفات المرورية مثلا كونها معروفة الخطأ مسبقا وتجاوزها هو تجاوز للقانون يستلزم رصد المخالفة مباشرة. في حال الهيئة لا يوجد مثل ذلك حتى يحتكم الناس إلى القانون المكتوب، وإنما هو متروك لرجال الحسبة حسب اجتهاداتهم الشخصية ومدى اتساع مفهوم المنكر أو ضيقه في ذهنية رجال الحسبة».