تحقيق: عبدالرحمن المصباحي أثارت الأحداث التي شهدها معرض الكتاب الذي أقيم مؤخرًا بمدينة الرياض الكثير من ردود الأفعال، حيث يرى البعض أن ما قام به البعض يدخل في إطار إنكار المنكر، ويستدل هؤلاء بالحديث الشهير المروي عن سيد البشر، مؤكدين سعي البعض لافتعال الأزمات. وبالمقابل يرى آخرون أن ما قام به أولئك "المحتسبون" هو فوضى غير خلاقة، وأن الاحتساب وظيفة موكولة بجهة رسمية حددها ولي الأمر وهي وحدها المخولة بتغيير المنكر باليد، ووصل الأمر بالبعض إلى تأكيد وجود مؤامرة تستهدف سمعة المملكة عبر افتعال هذه الأحداث. فما حقيقة ما حدث بالضبط؟ وعلى مسؤولية من تقع؟ وما هو دور الجهات المختصة؟ وأين كانت الأجهزة الموكل إليها استتباب الأمن؟ هذا ما سعت "الرسالة" للوصول إليه عبر التحقيق التالي: بداية يؤكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب الباحسين إلى أن إنكار المنكر في الأماكن العامة هو من اختصاص جهة معينة، وإن كانت في الحقيقة من اختصاص كل مسلم، ولكن إن أتيح هذا الأمر لكل واحد سنرى أن بعضهم قد يتجاوز ولهذا لا بد من تنظيم هذه المسألة، فهناك جهة معينة تتولى هذا الأمر، فمن المفترض أن لا يتكلم أي أحد لأنه وكما هو معلوم فإن الناس غير معصومين من الخطأ، وقد يتحدث البعض بكلام تكون له ردة فعله عكسية، وهناك جهة معينة تتولى مثل هذه الأمور وتتحمل المسؤولية، والفرد الذي يريد النصح في الأماكن العام قد لا يعرف ماذا يقول وماذا سيترتب على قوله ولهذا من الأفضل ترك مهمة النصح في الأماكن العامة للجهات المختصة. ويبين الوزير السابق للتربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد فقد بيَّن أن الدولة أعزها الله كونت جهة مسؤولة وأناطت بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس هناك حق على الإطلاق أن يتدخل في مسؤولياتهم، وقال: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجدت في معرض الكتاب وغيره وفي كل مكان عام يستوجب الملاحظة، فمن قاموا بالنصح ليس لهم حق وتدخلوا فيما لا يعنيهم، وزعمهم أنهم يأمرون المعروف وينهون عن المنكر زعم باطل، وأعتقد كل رواد المعرض وكل العارفين بالمعرض لهم من التقوى والورع ما يجعلهم يدركون حدود المعروف وحدود المنكر. وأضاف الرشيد: من قاموا بتلك الأحداث دلوا على جهلهم ولا مسوغ لهم على الإطلاق، فالإسقاطات التي وقع بها المحتسبون تدل على أنهم جهلة لا يدركون أبعاد ما قاموا به أو أنهم ليسوا بجهلاء ولكنهم يحبون التسلط المذموم، فالمرء عندما يتسلط ويدعي أنه الوحيد المخلص للدين فهذا افتراء، فبلادنا ولله الحمد تقوم على أساس وحيد هو ديننا الإسلامي. واختتم الرشيد بالتأكيد على أن هؤلاء يشوهون صورة السعوديين وصورة الإسلام، وقال: طريقة النصح بتلك "البجاحة" والتكبر والتسلط مرفوضة. وضوح الرؤية من جانبه قال المفكر الإسلامي الدكتور محمد الهرفي أن قضية الاحتساب بشكل عام هي لجميع الأشخاص وليست حكرًا على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: الاحتساب واجب كل شخص مسلم، سمعنا أن تجاوزات حدثت في معرض الكتاب بمدينة الرياض وأن هناك تجاوزات من قبل الزوار فهناك بعض الأشياء المختلف فيها كمسألة كشف الوجه أو تغطيتها. فالاختلاط في مفهومه الفقهي أن يخلو رجل بامرأة في مكان آمن، لذلك أرى أن يكون المعرض للعائلات طيلة الأيام، فلا يخصص يوم للرجال وآخر للنساء، فعندما يكون الرجل مع زوجته أو أخته فهذا أفضل لهما، فالذين يتولون بيع الكتب داخل المعارض هم الرجال ولكن الإنكار على موضوع الاختلاط بهذا الشكل غير صحيح. واستطرد الهرفي قائلًا: صحافتنا للأسف تتجاوز الحدود في وصف هؤلاء، فمن غير المعقول أن يوصفوا بالظلاميين أو التكفيريين أو القاعديين فكل هذه أوصاف غير صحيحة ومبالغ فيها، فعلينا ذكر الأسباب الحقيقة والتوجيه الصحيح دون أن نضخم المسالة وكأنهم أتوا من أماكن أخرى وليس من هذه البلاد. الاحتساب حق وعلى إدارة المعرض أن تكون واضحة، فهي التي "ميَّعت" القضية بشكل كبير جدًا، حيث تقول بأنه لا يسمح بوجود الكتب التي تخالف الشريعة أو بها جنس واضح، وفي ذات الوقت نرى كتبًا من هذا النوع.فهذه الأمور تتكرر معنا بشكل دائم، وتعطي صورة سيئة عن المملكة. تصرفات مستفزة وبدوره يقول عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالله الزهراني أن بعض زوار المعرض يستفزون الإخوة ببعض الكلام أو بعدم المبالاة أو بالسخرية أحيانًا، ومن واجب على كل إنسان أن يأمر وينهى بما لدينا من تعاليم ربنا جل وعلا، فعلينا البلاغ فقط وعدم الضغط على الآخرين، وعلى الجهات المعنية كالهيئة أو ما شابه تنفيذ التعليمات، فمهما كتب الكاتب في أي جريدة فعلينا ألا نعمم تصرفه على الباقين، فالناس في خير مهما حصل ونراهم يتقبلون النصح وأحيانًا نراهم غافلين عن بعض الأشياء، فالمصادمة والمواجهة لا تجدي ولا تثمر وتعوق الجانب الدعوي وتقوم بعمل مشكلة من لا شيء، لكن بعض الحركات تتسبب في الاستفزازات، وعلى الداعية المحتسب إن رأى مثل هذه المواقف أن ينصح باللين، وأن يدرك أنه إن أتى شخص محتسب وقدم أي نصيحة بطريقة جلفة أو طيبة فإن ذلك سرعان ما ينسب للهيئة. دور الحسبة بداية أوضح عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي بجدة وأستاذ الدراسات العليا بكلية الأداب قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز عدم إلمامه بكافة تفاصيل ما حدث، وقال: رغم أني لا أدري عن كل تفاصيل الموضوع لكن المعرض خاضع لسياسة البلد ولبرنامج معد مسبقًا، وحتمًا سيكون هناك اختلاف في الآراء وفي وجهات النظر، لأن المعرض يحوي أطياف فكرية مختلفة وليس بالضرورة أن يكون متوافقًا مع كل الآراء، فلو كانت طروحاته كلها متفقة فلن نكسب جديدًا. لكن آفة الأفكار ألا تناقش، قويها وضعيفها، فمن يدلف إلى المعرض لا بد أنه سيجد رأيًا لا يوافقه ويجد فكرًا آخر، والسؤال هو: هل ما يطرح من أفكار تمس العقيدة واللحمة وتمس قضايا تهم الجميع؟ ولو احتوى المعرض على سلبيات فمن المفترض أن تتم معالجتها عند أصحاب الفكر، فرجل الحسبة عليه المحافظة على المظهر والنظام، وليس عليه الحكم على الأفكار، فليس من الضرورة أن يكون مدركًا لكل التيارات والأفكار، ولكنه رسول طمأنينة ورسول حكمة ونصح بما يتصل في المساعدة على الإقرار، فالذي أقصده أنني لا أوافق بالطبع على أن يأتي رجل يضرب غيره بعضا، فهذا العهد قد ولى، فنحن في معرض كتاب علينا أن نفرح به لأنه خلاصة كل الأفكار، وجميع الأفكار موجودة، ما اتفق معها وما اختلف. ومضى القحطاني قائلًا: شخصيًا لم أذهب إلى المعرض حتى الآن، ولكني قرأت وسمعت عما حدث وأرجو أن نكون أكثر رحابة واتساعًا، وأن يكون فينا "أناة"، ولا أظن أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تفعل مثل تلك الأفعال، والتصرف الفردي لا يمكن أن يعمَّم على الجميع. ويهون القحطاني من وجود الاختلاف، مؤكدًا أن ذلك من طبع البشر، ويقول: لا شك أن الاختلاف سنة إلهية كونية مرغوب فيها، وعلينا فعلا أن نختلف لنرقى، فهناك فرق بين الاختلاف والخلاف، فالاختلاف قد يكون تكاملًا وليس تضاد، وسبق لي أن ألقيت محاضرة عن هذا الأمر وتحدثت عن جميع الجوانب، وقد ذكرت بأننا مختلفون لنرقى وما احتاج بعضنا لبعض، فقوة الصداقة مع صديقك بأن تختلف عنه ويختلف عنك، لأنك تحتاج منه ما يختلف به عنك، ولكن لو كنا نتفق بكل شيء فلا يمكن أن أستجير برجل تفكيره مثلي، ولكني أستجير برجل ليعطيني رأيا آخر، ولكن للأسف الشديد أن تتم مصادرة أحد الكتب بسبب فكرة تحتمل التأويل. مسؤولية جهة محددة من جانبه أوضح الدكتور أحمد البهكلي نائب الرئيس السابق للنادي الأدبي بجازان أن الاحتساب فريضة شرعية سواء أكانت بطريقة نظامية تتبع لجهة أو شخصية، وقال: الدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه)، ولكن عندما خُصِّصت جهة مؤهلة للاحتساب وإنكار المنكرات البينة، وأناط بها ولي الأمر التغيير وسُمح لها بالتغيير باليد، فأرى أن يوكل الأمر إليها ويبلغها الآخرون بما رأوه واستنكروه مما لم يعجبهم. وأضاف البهكلي: هناك طريقة أخرى يستطيع أن يقوم بها أي محتسب وهي النصح بطريقة لينة رفيقة والدعوة أيضا باللين والرفق بعيدًا عن المشاجرة ورفع اليد، فالتعبير إن كان لا بد منه يكون بطريقة مهذبة، ومن قاموا بتلك المواقف لا نشك في موقفهم ولكن قد خانتهم الطريقة المثلى في التعبير عن الموقف. وعن الإسقاطات التي يقع فيها بعض أهل الاحتساب بين البهكلي أنه من المفترض على الناس الاطمئنان على ثوابتهم ومسلماتهم، فهم لديهم العقيدة والاجتماعية والدينية والسياسية، مبينا أن التجزئة والسماح والمنع هي من تسبب هذه الإسقاطات، مبينا أنه من المفترض ألا نجعل جميع الكتب أمام الناس معروضة فهذه ما تسبب المشاكل، والكتب التي عليها جدل من المفترض أن تكون في ركن معين. الإثارة ولفت الأنظار أما الكاتب الصحفي الدكتور عبدالرحمن حبيب فله رؤية خاصة حيث يقول: لا أستطيع إيقاع اللوم على الشباب المتهور والمتحمس أكثر من اللزوم، فهؤلاء لديهم مفاهيم خاطئة في التعامل مع الذين يختلفون معهم، ولكني ألوم بعض الجهات ذات العلاقة، خاصة أنه أحد مسؤولي الوزارة قال إنه لا مانع من الاحتساب. مع العلم أن هناك جهة منظمة ونحن نعرفها، وكذلك وجود رجال أمن وجهات مختصة في هذه المسألة، ولكن عندما قال المسؤول لا مانع من الاحتساب فهذه التصريحات لابد من التدقيق فيها قبل إطلاقها، لأن هناك شبابًا متهورًا، والشباب المتهور والمتحمس قليلون جدا ولكنهم قد يعكرون صفو نسبة هائلة من الأشخاص الذين حضروا للفائدة والتعليم. وأبان الحبيب أن جزءًا من هذه الأعمال التي حدثت يقصد منها الإثارة والتشويش، ومحاولة لفت الانتباه. الحكمة والموعظة ومن جانبه قال الدكتور الدكتور عبدالرحمن الوهابي سمعتُ عن التصرفات التي قام بها بعض المحتسبة في معرض الكتاب لهذه السنة، ولم أستغرب ذلك، وقلت علّها تصرفات فردية وتحققت من ثقات يعملون في المجال الشرعي وغيرهم، وتيقنت أن القضية تأخذ جانبًا تنظيميًّا هناك، وتذكرتُ قوله تعالى: ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، وتساءلت: ألسنا مجتمعًا مسلمًا كأي مجتمع منذ مجيء الإسلام، ولدينا أنظمة وجهات مسؤولة، ونعيش في القرن الحادي والعشرين؟ لقد أبدعنا مصطلح بلاد الحرمين لمساحات شاسعة للتوظيف، وها نحن مع بعض مخرجاته من فترة. أدعو هؤلاء للنظر في سياق حياة شيخ السلفية ابن تيمية، بعد أن تعرفنا على فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقوله: ما بال أقوام يقولون كذا...، وكذا... لقد استوطن شيخ الإسلام الشام ودمشق التي بها غير المسلمين، وكان عصره يحفل بالعلوم العقلية والفلسفية، وتعليمها فتعلم وعلم.. والدّين المعاملة، إن منطلق هذه الفئات عاطفة ومحبة نقبلها ولكن أن تتجاوز لفرض الوصاية والأحادية فهذا مدعاة للفرقة والفتنة ومعارض لسماحة الإسلام، ولكن الإصرار منهم تفسيره حضور جهل بالفقه أو توجه مؤدلج ومنظم يعمل لتفريغ وشغل للطاقة والقدرات، وتوظيف لجهات متعددة. حريات شخصية من جانبه يبدي الكاتب الصحفي الدكتور عبدالله إبراهيم الكعيد رفضه لما تم في معرض الكتاب قائلًا: هذه مجموعة تريد إثبات وجودها بأي طريقة كانت حتى ولو كان في احتسابها (المزعوم) خروج عن الأنظمة والقوانين. وهم لم يعرفوا بعد أننا في دولة مدنية تضبط ممارسات الناس وعلاقاتهم ضوابط قانونية ولسنا في غابة، كل من لا يعجبه أمر يُغيره بيده. فقد استمرأتْ هذه الفئة إثارة الفوضى والشغب حين لم تجد رادعًا منذ أول تدخلاتها في كلية اليمامة وبعدها معارض الكتب المتتالية. وأسأل كما سأل غيري فيما لو قامت فئة أخرى مختلفة كالسينمائيين أو الصحفيين أو المسرحيين بذات الفعل الذي قام به هؤلاء (الملاقيف) كيف ستكون ردّة فعل الأجهزة المختصّة أو حتى المرافقين لوزير الثقافة والإعلام؟ أقول هناك قوانين تتضمن عقوبات يجب تطبيقها دون لين بحق كل خارجٍ على القانون والنظام العام. ومضى الكعيد بالقول: هناك أكثر من طريقة للنصح غير التدخل السافر في عمل جهة رسمية أوكلت لها الدولة تنظيم المعرض وقد وضعت آليّة تقديم الشكاوى والاقتراحات ولكن هؤلاء هدفهم ليس النصح أصلًا بل لغرضٍ في نفس يعقوب. تصور خاطئ أما الدكتور علي الرباعي فيشير إلى وجود الأنظمة التي تمنع الازدواجية بين المؤسسات ويقول: الأنظمة موجودة ولكنها مع الأسف غير مفعلة، فموضوع الرعاة والمحتسبين والهيئة، والمشاكل التي رأيناها لا يتحملها مسؤوليتها المتحسب فقط، بل يتحملها أيضا المثقف الذي قد يمارس استفزاز الجانب الآخر، والبعض منا قد لا يتقبل النصح ومن المفترض أن لا نأخذ الأمر بحساسية لأن المحتسب كما هو معلوم يريد النصح والإرشاد للخير وليس له هدف، وعلى المثقف التقبل منه لأنه لن يكلفه شيء، لكن الخطأ الجسيم هو اعتقاد البعض بأن الأمر بين تيارات وكل منهم يريد الانتصار لتيار معين وفكرة معينة، وليس من منطلق البحث الحقيقي وليس من ضمن تنمية الوطن. وعن أفضل الطرق التي يمكن من خلالها الخروج من هذه الإسقاطات التي وقع فيها بعض المحتسبين قال: الحل يكمن في إعلان الأنظمة التي تنص على المحتسب وهل يمكن وجود الاحتساب على المعرفة نفسها بأن تقول للناس اقرأوا ما نحن نشاء وهي تعارض مع النص الشريف لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “الحكمة ضالة المؤمن”. ************************************ آل زلفة: هؤلاء يكرهون الثقافة وهناك مؤامرة لتشويه سمعة الوطن يرى عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل زلفة أن البعض شوه جمال هذا المعرض بسبب مفاهيم خاطئة، وقال: هؤلاء يطلقون أحكامًا مسبقة ولديهم كره للثقافة بصفة عامة، ويريدون أن يكون أوصياء على من يريد أن يكون له نصيب من الثقافة من خلال هذا المعرض الذي يقام سنويا بمدينة الرياض، من خلال هذا الاحتفال بالكم الهائل من الرجال والنساء، فهناك أقلية منهم اعتادت إقامة هذه "الشوشرة" بدون وجه حق، ولكنهم يتحدثون من وجهة نظر دينية غير واضحة لديهم، فالإسلام رسالة تقوى، ومن حق الإنسان أن يكون على نفسه بصيرة وأن يقرأ ما يشاء وهو على معرفة ودراية. واستطرد آل زلفة قائلًا: الإسلام لم يجعل لأناس معينين وصاية على الآخرين في ما يأكلون أو يشربون أو يحسون، فهذه القضية تدخل ضمن الحريات الخاصة والشخصية، فقد تجاوزنا مرحلة اقرءوا هذا واتركوا ذلك، فقمة الحرية أن لا يكون أحد وصيًا على الآخرين، فبعض الجهات التي كانت توافق آراءهم في يوم من الأيام والآن تغيرت المفاهيم وليس هناك حدود على الثقافة، فبإمكان الإنسان القراءة عبر الإنترنت والمحطات الثقافية وكذلك بإمكانه قراءة آخر الإصدارات التي تنشرها دور النشر في العالم كله في لحظات، فلماذا يستهان بعقلية الإنسان السعودي؟ وأضاف: لم أر في العالم كله التعدي على حريات الآخرين وقيام البعض بالنصح بطريقة مستفزة، لذلك أعتقد أن هناك مؤامرة على تشويه سمعة المملكة العربية السعودية، فهناك كثير من القضايا الموجهة ضد المملكة، فهؤلاء يعتدون بشكل فج على قراء ومتسوقين في معرض الكتاب، وتطاول الأمر إلى ما يشبه التقريع والإقلال من قيمة وزير الإعلام الذي هو مفوض من الملك، لذلك أستغرب مما شاهدته من وجود بعض الناس بتلك الأفكار والأساليب، ولو أنهم قاموا بنصح الناس بكلام مقبول ومعقول فهذا المفروض ولكن طريقتهم بها نوع من التطرف وفيها إساءة لثقافة البلاد وللدين الإسلامي.