يلملم المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية عبقه الذي تواصل طوال الأيام الماضية، حاملا معه رائحة الماضي بدهشتها، والأمل بمستقبل أفضل عبر الأجيال التي جالت بين جنباته، وتأملت معروضاته. ولعل أبرز ما يبقى راسخا في ذاكرة دورة المهرجان 25، هي طعم ماء زمزم، الذي يستقبل زوار موقع مكةالمكرمة في الجنادرية، ويوزع مجانا. وجاءت مشاركة منطقة مكةالمكرمة مختلفة عن مشاركات العام الماضي كما يفيد «عكاظ» رئيس وفد المنطقة المشارك في المهرجان عبد الرحمن مؤمنة لأنه «لم يكن هناك موقع خاص لمنطقة مكة، بل ركن صغير يباع فيه بعض المأكولات، ويعرض فيه القليل من تراث مكة عكس هذه السنة، إذ شمل الموقع مباني متكاملة حوت مكة، الطائف، وجدة». وما ميز مشاركة مكة، أن البناء في الموقع كان من الخامات الأساسية، التي كانت تبنى بها البيوت، أحجار طبيعية من مكةوالطائف، وحجر المنقبي من جدة، إضافة إلى الرواشين.. وأثثت بالأثاث المستخدم في تلك الفترة، مما جعلها تشعر الزائر بذاك الزمن الجميل، وتعرف الجيل الجديد على تفاصيل الأيام القديمة. وفي الموقع، تقابل العمدة محمد عبد الباقي جالسا في مركازه ممثلا دور العمدة قديما، وهو لا ينفك يشدد على ضرورة معرفة الجيل الجديد بماضيه العريق، وإشراكه بما فاته، وتعريفه على تاريخ الأجداد. واحتوى الموقع إضافة إلى المباني، نحو 23 حرفة يدوية، منها صباغة وتلوين الملابس، بيع السبح والسروجي وخياطة الملابس الرجالية والنسائية، مبيض الدلال، صانع المفاتيح والأختام، عمل الأدوات الزراعية، صائغ الفضة والنجارة القديمة، عمل هواري الفواكه إلى جانب تلبيس الخناجر والسيوف القديمة، مصلح الدوافير، سك المعادن، تصليح البنادق القديمة، وتقطير ماء الورد الطائفي والسمكري، فضلا عن الأكلات الشعبية التي تتميز بها منطقة مكةالمكرمة، وقد جذبت الكثير من الزوار، حيث كانت السوبيا، والمنفوش والحلاوة اللدو، والبليلة، والمطبق من أبرزها في الموقع.