لم ينجح المتشددون والمتطرفون والإرهابيون في شيء كما نجحوا في تشويه صورة الإسلام، فكان نجاحهم أوضح دليل على زيف ما يدعونه من دعوة إلى الدين ونضال في سبيله ومواجهة لخصومه. نجح المتشددون والمتطرفون والإرهابيون في ما لم ينجح فيه خصوم الإسلام وأعداؤه، فتمكنوا من رسم صورة له جعلت الجاهلين به يعتقدون ظلما وعدوانا أنه دين يقوم على الإكراه ويدعو إلى العنف ويحث أتباعه على معاداة من لا يشاركهم المعتقد ولا يؤمن بما يؤمنون به. نجح المتشددون والمتطرفون في صياغة صورة مظللة عن الإسلام غابت فيها ملامحه وأسسه باعتباره دينا قائما على التسامح والمحبة يحث على الحوار والتفاهم، حاثا المسلمين جميعا على عمل كل ما فيه خير الإنسانية، محرما التعدي على الآخرين بدون وجه حق، منطلقا من أن الله جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا، لا لكي يتقاتلوا ويناصب بعضهم بعضا العداء. انتهى الإرهابيون والمتطرفون والمتشددون إلى أن أصبحوا فتنة يصدون بما يقدمون عليه من فعل وما يبثونه من آراء عن سبيل الله ويدفعون غير المسلمين إلى مناصبة المسلمين عموما العداء ويشنون عليهم الحروب بناء على الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين. من هنا توجب على المسلمين عموما وعلى أصحاب الفكر والرأي والعلماء أن يسعوا السعي الحثيث من أجل تصحيح صورة الإسلام والرد على ما يثار حوله من شبهات، وهو الأمر الذي يقف وراء توصية مؤتمر الإرهاب من تطرف الفكر إلى فكر التطرف بإنشاء هيئة إسلامية إعلامية تعمل على تصحيح صورة الإسلام والتصدي لأي جهات تبث صورا مغلوطة أو كاذبة عنه، وبذلك يتمكن المسلمون من تصحيح الصورة التي كرسها التطرف وأتباعه والإرهاب وعصاباته.