سجل الدكتور محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» وأول رئيس للمجلس النقدي الخليجي، اسمه ليكون رجل المهمات الصعبة في زمن الأزمات، فهو الذي أثار إعجاب أقطاب المال والمراقبين للاقتصاد في العالم. لم يحصد الإعجاب بسبب سياساته النقدية فقط، وهي التي برهنت على نجاحها عندما استطاع قيادة السياسة النقدية السعودية لتجاوز أكبر الأزمات المالية قسوة منذ قرن تقريبا، بل بسبب شخصيته، فهو يتمتع بالمرونة في التعامل مع أكبر القضايا والأزمات وهي دليل على عدم تصلب رأيه وانفتاحه على كافة الآراء والأفكار. الجاسر حصل على المركز الأول في المرحلة المتوسطة، وهو الذي تتم مناداته فيما بعد بصاحب (A+) من قبل زملائه في جامعة كاليفورنيا، وهو ما يدلل على تفوقه الدائم في كافة المجالات، وكانت القراءة هوايته الأولى. والجاسر الذي يعتبر من خيرة ممثلي المملكة في المحافل الدولية، ولد في مدينة بريدة في منطقة القصيم عام 1955، وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد في جامعة سان دييجو في عام 1979. واصل الجاسر تعليمه العالي في الولاياتالمتحدة ليحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا عام 1981، ومن ثم شهادة الدكتوراة في الجامعة نفسها عام 1986. وفي عام 1981 بدأ الجاسر مشواره في وزارة المالية رئيسا لوحدة التحليل الاقتصادي بقسم الميزانيات، ثم أشرف على عمليات البنك الدولي في السعودية. وتقلد الجاسر مناصب متعددة في البنك الدولي بداية من عام 1988، آخرها اختياره مديرا تنفيذيا في البنك الدولي من عام 1990 إلى 1995. وفي العام 1995 تم تعيين الجاسر نائبا لمحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، ثم جاء قرار تعيينه بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، محافظا لمؤسسة النقد العربي السعودي ليتولى في شباط (فبراير) الماضي رسم السياسة النقدية في أكبر اقتصاد خليجي. ويشغل بالإضافة إلى كل هذه المهمات رئاسة مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية، وعضوية مجلس إدارة شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، كما أنه حاصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.