ارتبط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) عمليا بالسياسة النقدية والمالية في المملكة العربية السعودية منذ نحو 30 عاما تقريبا، إذ عمل - قبل تعيينه على رأس (ساما) بأمر ملكي في 03-03-1430 بمرتبة وزير - مديراً تنفيذياً وممثلاً للمملكة في صندوق النقد الدولي من الفترة 1411 إلى 1416ه، كما تم تكليفه بعمل وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني لشؤون الميزانية والتنظيم في 1416ه، وعين نائباً لمحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي بالمرتبة الممتازة عام 1416ه. وأمسك الجاسر، الذي يتولى رسم السياسة النقدية في أكبر اقتصاد خليجي، دفة السفينة في وقت من أصعب الأوقات وفي جو مليء بالأزمات المحلية والعالمية، لكنه كما يقول عنه الاقتصاديون الربان صاحب المرونة الكبيرة في تحريك دفة الاقتصاد في ظل الأزمات. ويؤكد الجاسر - الذي سوف يشارك في جلسات منتدى التنافسية الدولي الرابع في 24 يناير - أن المملكة لم تتأثر اقتصاديا بالأزمة المالية العالمية كما تأثرت بها العديد من الدول، وأن السياسة النقدية المتبعة نجحت في تفادي حدة التأثر من الأزمة العالمية. وأن مؤسسة النقد العربي السعودي لها باع طويل في الاستقرار المالي والنقدي، ليس فقط في المملكة ولكن في المنطقة إجمالاً، وأن من المهم مواصلة المسيرة والمحافظة على هذا الاستقرار وثقة المستثمرين في هذه السياسة القوية والفعالة .. وإذا كانت « المحافظة « هي السمة السائدة في عمل المؤسسة لعقود فإن « الشفافية « احد الجوانب الرئيسية التي يطالب المهتمون المؤسسة بها ويرون أن الجاسر هو المؤهل لمعالجة هذه المعادلة. رأس المحافظ الجاسر وحدة التحليل المالي والاقتصادي، إدارة الميزانية العامة في الفترة 1401 إلى 1408ه، وأشرف على أعمال بعثة البنك الدولي في المملكة في الفترة من 1401 إلى 1408ه، وعمل مستشاراً اقتصادياً لممثل المملكة في صندوق النقد الدولي في الفترة من 1408 إلى 1410ه، ومديراً تنفيذيا مناوبا في صندوق النقد الدولي في الفترة من 1410 إلى 1411ه. الدكتور محمد الجاسر عمل لفترة في وزارة المالية، فبعد حصوله على الماجستير عمل في وزارة المالية رئيس وحدة التحليل المالي والاقتصادي بإدارة الميزانية العامة خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 1988، وأيضا خلالها كان مشرفا على أعمال بعثة البنك الدولي في المملكة، كما كان يواصل دراسته للدكتوراه، والتي حصل عليها عام 1986، ثم عاد إلى أمريكا عام 1988 ليشغل منصب المستشار في مكتب السعودية لدى صندوق النقد الدولي في واشنطن، وبعد عام رقي إلى وظيفة نائب المدير التنفيذي في مجلس إدارة الصندوق. وفي عام 1990 عين الجاسر مديرا تنفيذيا وممثلا للمملكة في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي إلى عام 1995، حيث عاد إلى المملكة ليكمل مسيرته الوظيفية في مؤسسة النقد. ولد محمد بن سليمان بن محمد الجاسر 1955 في مدينة بريدة السعودية وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة سان دييجو في عام 1979. وواصل تعليمه العالي في الولاياتالمتحدة ليحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا عام 1981 ومن ثم شهادة الدكتوراه من جامعة نفسها عام 1986، وحاصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.