أكدت المملكة حرصها على بذل كل ما من شأنه إحداث انفراج في القضية الفلسطينية، منددة باستمرار التعنت الإسرائيلي ومحاولاته المستمرة لإفشال جهود إحلال السلام المبنية على مبادرة السلام العربية. وجددت رفضها المطلق للمحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس والمساس بالحرم الإبراهيمي، داعية إلى تظافر الجهود لمحاربة الإرهاب والتصدي لمخاطر الانحراف الفكري والتعصب المذهبي. وحذرت المملكة في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة إلى مؤتمر القمة العربية في ليبيا في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثانية والعشرين من الاحتمالات المتزايدة لانتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. ونقل الفيصل في كلمته، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الزعماء والقادة العرب، لافتا في الوقت ذاته إلى الظروف التي حالت دون مشاركة خادم الحرمين الشريفين الشخصية في هذه القمة. وقال وزير الخارجية، إن مستقبل القضية الفلسطينية ومصير القدس ووضعية الإرث التاريخي في الأراضي المحتلة، يظل مرتبطا ارتباطا وثيقا في حال اتفاق الفلسطينيين قيادة وفصائل ومدى بلوغهم الحد الأدنى من التوافق فيما بينهم، الأمر الذي يجعل من التضامن العربي ووحدة الصف الفلسطيني ضرورة قصوى ومطلب أساسي لا يمكن التقليل من شأنه. ونوه إلى التحدي الماثل في الاحتمالات المتزايدة لانتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط والتي لن يحول دونها سوى استصدار قرار من مجلس الأمن، يعلن هذا الجزء الحساس من العالم منطقة خالية من السلاح النووي على أن يشمل ذلك جميع دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل. مع الحفاظ على حق الدول في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية المشروعة. وحول الوضع العربي الراهن، أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أن التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تواجه أمتنا، هي من الحجم والنوعية التي لا يمكن التعامل معها والتغلب عليها، إلا من خلال إرادة سياسية مشتركة وصلبة ورؤية خلاقة تمكننا من إدراك جوهر هذه المشكلات ومستجداتها وما يتطلبه الأمر من حد أدنى من التضامن والتعاون، لنثبت أننا قادرون على الإمساك بزمام الأمور التي تمس واقعنا ومصيرنا.