تؤكد كافة أدبيات الإعلام الجديد، والدراسات الحديثة في صناعة النشر الصحافي، أن أبرز الإشكاليات القائمة في صحف المنطقة، هي صعوبة التركيبة البنيوية، التي تحد مرونة إجراء تحولات في ثقافة وآلية العمل الصحافي، على ضوء التغييرات الحادثة في عادات القراءة، وتعدد مصادر المعلومات. فمتطلبات الدمج الصحافي في صالات التحرير، لكافة فرق المطبوعات الصحافية في المؤسسة، وكذلك فريق الموقع الإلكتروني، وإنشاء فريق تحريري موحد للمؤسسة الصحافية، بمعالجات مختلفة لكل وسيلة، يقابله تخوف وتردد كبيران، بسبب غياب التدريب الصحافي للمحررين على تقنيات الإعلام الجديد، والتوجهات الحديثه في صناعة النشر الصحافي، والتي قدمت الموقع الإلكتروني للصحيفة على المطبوعة الورقية، في درجة الأهمية، بعد أن تم رصد تحولات هائلة في ثقافة القراءة، تعتمد مطالعة الصحف عبر شبكة الإنترنت، بشكل متزايد، خاصة مع إنتاج جهاز (أي باد). فواقع العمل الصحافي القائم على عملية الفصل بين الجهاز التحريري للصحيفة والموقع الإلكتروني، يتعارض والتوجهات الحديثة، القائمة على (التكامل) التحريري للموقع ولكافة المطبوعات الشقيقة في آن، بحيث يعمل الفريق التحريري بأسره للموقع والجوال الإخباري، ومطبوعات المؤسسة الأخرى، واستثمار كافة القوى الصحافية بذكاء مهني رفيع، وصياغات تناسب كل وسيلة، مايعني الحاجة إلى الاستثمار في العنصر الإعلامي، بحيث يكون مهيأ للعمل في الصحيفة الإلكتروينة ومتطلباتها، والصحيفة الورقية في آن. وهذه المتطلبات الحديثة في صناعة النشر، تأتي لمقابلة تغير طبيعة تناول الناس للأخبار والوسائل الجديدة، ولتقليص كلفة الإنتاج الإعلامي، واستثمار كافة مكونات المنشأة الإعلامية، عبر كافة المنصات، المطبوعة، والإلكترونية، والمتحركة، وفق خصائص كل وسيلة. بل إن صناعة الإعلام التقليدي، وتحديدا الصحافة، تشهد حاليا تحولات دراماتيكية متسارعة، في اقتصادياتها، وأساليب عملها، تتراوح بين توزيع الصحف مجانا مثلما حدث في صحيفة أيفننيغ ستاندر البريطانية ومستثمرها الجديد ألكسندر ليبيديف، وفلسفة روبرت مردوخ القائمة على فرض رسوم على زوار الموقع الإلكتروني للصحف التي يملكها مثل (ذا صن) و(التايمز) وغيرهما. ولم تقتصر التحولات في الإعلام الكلاسيكي على المسار الاقتصادي، بل شمل الأساليب التحريرية، فثقافة القراءة السريعة، باتت تتطلب معالجات جديدة، تصطدم والثقافة التحريرية القديمة، لجهة الحاجة إلى عناوين أكثر وضوحا، حتى وإن زاد عدد الكلمات والجمل، واستخدام خطوط أكبر، وصور أكثر، لتسهيل مهمة القراءة، ومواكبة الإيقاع المتسارع للحياة. مما يستدعي معالجات جديدة، تعتمد صياغة المواد، بأسلوب مكثف، مضغوط، مختصر، أقرب إلى صياغات وكالات الأنباء، أو التحرير الإلكتروني على شبكة الإنترنت، بما في ذلك إجراء تحولات في السياسة التحريرية تشمل تقديم المحلية بالمعنى الجغرافي، واهتمامات الناس، التي تتطلب أيضا مزيدا من التنوع في الفريق التحريري، بحيث يكون ممثلا لكافة مكونات المجتمع المستهدف، فتقرير جمعية محرري الصحف الأمريكية رفع شعار «لاتستطيع تغطية أخبار مجتمعك .. ما لم تشبه هذا المجتمع» ما دعا الصحف الأمريكية لتوظيف محررين من الآسيويين والأسبان، بهدف إيصال المحتوى للجمهور. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة