لولا أن عنوان الخبر كان يحتل الصفحة الأولى طولا وعرضا لما صدقته، ولاعتبرته رواغا بصريا وهلوسات نظر، لأنه لا يمكن لأحد أن يصدق أو يتوقع أن يخرج علينا ثمانية من مديري التربية والتعليم ليطالبوا بحصانة ضد النقد الصحافي.. أقول لم نتوقع أن يحدث هذا؛ لأنه يؤكد غيابهم التام عن الواقع وانفصالهم عن مجريات الحاضر الذي نعيشه. كيف اتفق الثمانية على التورط في مطلب كهذا، وهم يرون الصحافة تغذ السير في درب الوضوح والشفافية والمواجهة بمباركة ملك الإصلاح؟ كيف ارتضوا لأنفسهم السقوط في هذه الفضيحة، وهم يشاهدون الصحافة تنتقد كل مؤسسات الدولة وصولا إلى قرارات الوزارات والوزراء وحتى مجلس الوزراء.. كيف استطاعوا أن يزجوا بأنفسهم في هذا المأزق بينما نفترض أنهم كمسؤولين قد سمعوا خادم الحرمين الشريفين يكرر في كل المناسبات ضرورة النقد، وتسليط الضوء على الممارسات السلبية التي تبخس حقوق الوطن والمواطن؟ الفضيحة أن هؤلاء مسؤولون عن التعليم والتربية، أي أنهم يشرفون على مصانع الفكر والسلوك وتهيئة العقول للمستقبل، فإذا كان هذا مستوى تفكيرهم، فماذا لنا أن نتوقع منهم في واقعهم العملي وإشرافهم على المؤسسات التعليمية؟ أيها الثمانية الواهمون بأنهم فوق النقد: عليكم أن تستيقظوا من سباتكم، وإذا استيقظتم واستوعبتم الخطأ الذي وقعتم فيه فعليكم مغادرة مواقعكم بهدوء وسلام، إذا كنتم تحترمون المجتمع وتعون مسؤولية إدارة المؤسسات التعليمية، التي نتوقع منها تحضير أجيال تؤمن بفكر الحوار والنقد.. عليكم أن تعرفوا أن هذا الوقت ليس وقتكم، ولا المرحلة مرحلتكم، فعودوا إلى كهوف الماضي، وأريحونا منكم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة