ليس حدثا عاديا أن يلجأ ثمانية من مديري التعليم إلى إمارة المنطقة طالبين أن تكون لهم الحصانة من نقد الصحافة، وذلك لأن مثل هذا الفعل يفضح نمطا من التفكير كان من المفترض أن ينهض جهاز التعليم بتصحيحه وتخليص الأجيال القادمة من براثنه وهو ما يجعل لما أقدم عليه أولئك المديرون الثمانية حجم الفجيعة لأنه يبرهن على أن العملية التعليمية التي يشرفون عليها تركب قطارا يسير في عكس الاتجاه الذي نتوقعه ونؤمله لها. كنا نتوقع أن تنمية الفكر الانتقادي جزء أساسي من العملية التربوية فكشف لنا ما قام به أولئك المديرون أنهم لا يخشون شيئا كما يخشون النقد وأنهم مستعدون أن يتجاوزوا مرجعهم الإداري لكي يضمنوا لأنفسهم مظلة تجعلهم محصنين من النقد وتحيط ما يقعون فيه من أخطاء بالكتمان والسرية لكي تظل لهم لدى المجتمع ولدى الطلاب والتلاميذ الصورة البراقة حتى وإن كانت صورة خادعة وهمية كاذبة. كنا نتوقع أن أولئك المديرين يدركون أننا نعيش في عصر الشفافية والوضوح وأنهم يدركون أن من حق المواطن أن يكون على علم بكل ما يتعلق بالشأن العام وأنهم، أي أولئك المديرين، يهيئون النشء لتفهم معنى الشفافية ويوعزون لمن يعمل تحت إدارتهم من المعلمين أن يكرسوا لدى التلاميذ قيم الشفافية والوضوح، حتى كشف لنا ما أقدموا عليه من لجوء إلى الإمارة لمنحهم حصانة من النقد أنهم يقيمون المتاريس في وجه الشفافية ولا يرهبهم شيء كما يرهبهم الوضوح. ولنا أن نتخوف على مستقبل تعليم يديره مثل أولئك الذين يديرون مئات المدارس ويوجهون آلاف المعلمين ويتخرج من تحت إدارتهم عشرات الآلاف من الطلاب وليس لنا أن نتوقع أن يكون لدى مثل هؤلاء المديرين تقبلا للرأي الآخر أو تفهما لحق الاختلاف أو تقديرا لعهد الشفافية أو تثمينا للوضوح، وقد لا نبالغ إن شككنا أن تلك المدارس قادرة على تخريج جيل يتسم بالقدرة على المواجهة وشجاعة الفكر الانتقادي ونبل الاعتراف بالخطأ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة