فتح المجلس البلدي في مدينة حائل تحقيقا حول تلوث أحياء السويفلة من أودية الصرف الصحي المحيطة فيه، خصوصا بعد اتهام سكان الأحياء أمانة منطقة حائل بتعديل مجرى وادي الأديرع (أكبر أودية المنطقة) إلى ثلاثة مسارات. ووقف نائب رئيس المجلس هتاش الهمزاني والأعضاء، الدكتور عبد الله المطلق، الدكتور مسلم الشمري، المهندس عبد العزيز العتيق، حمود الضمادي، عدي الهمزاني، وعبد العزيز المشهور ظهر أمس على حجم التلوث الصحي والبيئي الذي خلفته مجاري أودية الصرف الصحي التي تشق الحي من جميع الاتجاهات. واطلع أعضاء المجلس على ما تخلفه مجاري أودية الصرف الصحي من تلوث صحي بالقرب من المنازل، وإصابتهم بأمراض اللشمانيا والحساسية الجلدية والوباء الكبدي وأمراض الكلى، وفقا لتقرير قدمه لهم سكان الأحياء. وعقد أعضاء المجلس لقاء مفتوحا مع الأهالي الذين طالبوا بالتحقيق مع الأمانة ومقاول مشروع تصريف مياه الصرف الصحي الذي وقع عقدا بقيمة 17 مليون ريال منذ سنوات، «ولم يسلم شيئا إلى الآن، ما ساهم في تفاقم المشكلة وتحول الأودية لمجاري صرف صحي بدلا من مياه الأمطار». وقال أحمد المبارك (ساكن): شوهت مياه الصرف الصحي الآسنة حياتنا وقضت على مزارعنا، مشيرا إلى أن أحياءنا محاصرة بثلاثة أودية وأصبح كأنه جزيرة ملوثة وسط بحر من المياه القذرة. ويتذكر المبارك كيف حاصرت أحياءنا السيول عام 1405وأنقذت طائرات الهيلوكبتر الأطفال والنساء، موضحا أن الخطر ازداد حاليا وتضاعف مرات عدة، بعد أن عدلت الأمانة مسار وادي الأديرع إلى مساراته الثلاثة ما جعل الحي ممزقا. وزاد المبارك الذي تحدث باسم أهالي الأحياء أن المصيبة الكبرى التي نعاني منها هي وقوع مدرسة الأحياء خارج المجاري، ما يعرض أبناءنا للخطر كل صباح. واعتمد أعضاء المجلس البلدي التوصيات النهائية في تقرير (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، وأبرزها إعداد تقرير مصور جوي وأرضي عن مجاري السيول وإمكانية تحديد مجرى واحد مع وضع جسور علوية لربط جزر بحيرات الصرف الصحي داخل الحي بالمدارس وبالحزام الدائري للمدينة. كما أقر المجلس رفع تقرير لوزير الشؤون البلدية والقروية عن مستنقعات الصرف الصحي المحيطة بالأحياء، تكليف الأمانة برش المستنقعات مع توجيه مباشر لإدارة صحة البيئة في الأمانة بأخذ عينات عشوائية من مياه الشرب داخل المنازل والمدارس والمساجد وتحليلها. وشدد المجلس البلدي على ضرورة إشعار هيئة الغذاء والدواء والرفع للشؤون الصحية في المنطقة بمسح طبي يشمل جميع السكان المتعرضين للأمراض بسبب التلوث المائي للأهالي والأمراض التي يعانون منها.