دهمت قوة أمن المهمات والواجبات الخاصة في شرطة منطقة مكةالمكرمة أحد أكبر معامل تصنيع العرق المسكر شمالي محافظة جدة. ووردت للقوة معلومات تفيد بوجود عمال أفارقة يصنعون ويروجون العرق المسكر في عدد من المواقع على مستوى المحافظة، ويبيعونه بالجملة على عدد من عملائهم في الأسواق، إذ يوزعون كميات كبيرة في المرة الواحدة. وأفادت المعلومات أن طريقة التوزيع تساعد المصنعين على تأمين غطاء لهم ويختبئون بمساعدة وكلائهم الموزعين، الذين ينتمون لجنسيات مختلفة بهدف إبعاد الشبهات عنهم. وتابع رجال قوة أمن المهمات هذه المعلومات، التي لم تحدد موقع المصنع، ما صعب عملية ضبطهم سريعا، وهو ما دعا رجال الأمن لفرض رقابة مستمرة على بعض المواقع التي أكدت ظهور مروجين فيها ولعدة أيام، بهدف التأكد من المعلومات. واستند رجال الأمن في أول خيوط إسقاط العصابة لظهور شخص من ذوي البشرة السمراء كان يحمل أكياسا بيضاء اللون، ويتوجه بها إلى موقع أشير إلى أنه أحد أبرز المواقع التي يتم فيها تسليم العرق المسكر، وتابعه رجال الأمن إلى أن طوقوه وضبطوه، حيث تبين لهم أن ما يحمله كان عبارة عن عبوات عرق. وحرزت البضاعة وأخضع حاملها للتحقيق، إذ اعترف بأنه موزع للعرق بطريقة الجملة وأن لديه شريكا آخر يعمل في نفس النشاط وجميع ما يكسبونه يتم تسليمه لزعيم يمتلك مصنعا خاصا به داخل شقة سكنية في حي الصفا. وارتكزت خطة العمل لدى قوة أمن المهمات على استمرار استقبال جوال المروج المضبوط للمكالمات كي لا يكتشف الزعيم أن عميله الرئيس مقبوض عليه، تحسبا لعدم هروبه من مقره. في هذه الأثناء، كانت فرقة من قوة أمن المهمات والواجبات الخاصة تطرق باب مسكن زعيم المروجين ليفاجأ بدخول القوة وضبطه، فيما حاول الزعيم مماطلة رجال الأمن وخداعهم بالادعاء أنه مجرد زائر لصاحب المسكن. وكشف رجال الأمن عن أن شقة زعيم عصابة الترويج حولها إلى غرفتين وصالة لتجميع براميل المسكر، سعة كل منها 280 لترا، فيما الغرفة الأخرى تحولت إلى مخزن لتجميع إنتاجه من العرق، فيما حول مطبخ المنزل إلى غرفة للتبخير والتقطير. وتكشف لرجال القوة وجود شبكة متكاملة من السباكة الموصولة بالبراميل في الغرفة الرئيسة داخل المنزل وتصل بين غرف البراميل والطبخ والتقطير. كما عمد الزعيم إلى تغطية جميع فتحات المنزل بمادة الفوم وهي مادة عازلة لا تسمح بإدخال أو إخراج روائح، وخاصة عند المكيفات، فيما غطى البراميل بأغطية ثقيلة منعا لكشفها. واعترف زعيم العصابة لرجال الأمن، أنه عمل سابقا لدى أحد المروجين وتعلم كيفية إيصال تمديدات السباكة لبراميل المسكر، ومقادير صناعة العرق، إلا أنه انشق عليه بعد أن تعلم الصنعة وأخذ يعمل بمفرده لتحقيق أرباح أكثر. وأضاف الزعيم في اعترافاته أنه سارع فور تركه للمروج الذي كان يعمل لديه، لاستئجار شقة سكنية أحضر إليها براميل على دفعات ومدد بنفسه أنابيب السباكة داخل الشقة، مشيرا إلى أنه رفض إدخال أي معلم سباكة في الموضوع خوفا من أن يفتضح أمره. وأفاد زعيم العصابة في اعترافاته أنه عمل أكثر من شهر لتهيئة الشقة وتجهيزها قبل أن يشرع في العمل ويبحث عن زبائن، بأسلوبه الجديد، بعيدا عن التوزيع المباشر والفردي للزبائن، كما تمكن من الحصول على إقامة حديثة مزورة بعد أن دفع 2000 ريال، وذلك لتسهيل تحركه وإيجار مسكنه. من جانبه، أكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن الشرطة قبضت على ثلاثة أشخاص من جنسية إثيوبية وتسلمتهم الجهات المختصة في الشرطة، مشددا في الوقت نفسه على أهمية التأكد من الهويات المقدمة خلال استئجار المنازل، ومراقبة أصحاب المنازل للأشخاص الذين يستأجرون لديهم.