أنهى سوق الأسهم السعودية تداولاته خلال الأسبوع مرتفعا 18 نقطة ومقتربا، بعزم جيد، من مقاومته التاريخية الواقعة عند مستوى 6767 نقطة، إذ كان الإقفال عند 6756 نقطة. وشكل أداء الأسبوع الماضي استمرارا لإضافة مكاسب جديدة للمؤشر منذ شهر فبراير الماضي، عندما تمكن من اختراق مستوى 6442 نقطة، واخترق مقاومته السابقة التي كان حققها في أكتوبر الماضي والتي تمثلت في 6578 نقطة. وكان الاختراق واجه صعوبات عدة نتيجة أوضاع معينة من عدم الثقة وضبابية المعلومات المتعلقة بنتائج البنوك خلال الفترة الماضية. ويبدو أن الأمور النفسية الخاصة باهتزاز الثقة في أداء البنوك، تلاشت أو على الأقل تقلصت، خصوصا بعدما يلاحظ من إقبال على أسهم البنوك وزيادة قيم التداول التي تضخ في هذا القطاع، حيث يتوقع الكثير من المستثمرين عودة البنوك إلى تحقيق المستويات القياسية من الأرباح التي اعتادها المراقبون خلال الفترات الماضية. وفي ما يتعلق بتأثير الأوضاع الخارجية وخصوصا ما يجري في دول الاتحاد الأوروبي، فإن الآثار بمجملها الإيجابي منها والسلبي، لم ينعكس بشكل مباشر على أوضاع الأسواق الخليجية وخصوصا سوق الأسهم السعودية، ولهذا فإن اعتقاد بعض المراقبين بأن مثل تلك الأوضاع ستلقي بآثارها على التداولات، أمر جانب الصواب، بيد أن ما يحدث في بورصة نيويورك هو الأكثر أثرا خصوصا ما سيحدث خلال الأسبوع المقبل عندما يبدأ التداول الذي سيسمح للأجانب بدخول السوق. ولوحظ في الفترة الأخيرة وجود زخم حول الأسهم القيادية، التي شهدت جاذبية شرائية مع بدء انتهاء البنوك من تجاوز أزمة مجموعة سعد المالية والتوقعات الخاصة بتخفيف الحذر والتحفظ الذي شاب هذه البنوك بالطفرة الماضية نتيجة الأوضاع الاقتصادية العالمية وبعض الآثار المحلية، من تعثر لسداد بعض المديونيات التي ألقت بظلالها على مجموع عمليات التمويل، وتقلص تلك العمليات بشكل ملحوظ. كذلك كان لآثار ارتفاع أسعار الحديد وزيادة الطلب عليه دور في زيادة الطلب على سهم سابك، التي تعتبر أحد أكبر منتجي الحديد في الشرق الأوسط، وهي التي عادة ما تسعر الحديد محليا، حيث يعتبر منتجها مقياسا لأسعار الحديد المحلي والمستورد وبوصلة لمعرفة اتجاه العرض والطلب. ومثل هذا الأمر سيكون له حظ وافر في زيادة إيرادات الشركة للفترات المقبلة من هذا العام بشكل يبدي تحسن نتائجها بشكل قياسي عن العام السابق، وبالتالي يبرر وصول سعر السهم إلى هذه المستويات ويرفع أيضا السعر العادل للسهم. كل تلك المعطيات مازالت تلقي بآثارها المتفائلة والجيدة على مؤشر السوق، بعكس أسهم الشركات المتعثرة أو التي تزداد خسائرها، فيلاحظ أن عمليات المضاربة عليها بدأت تتلاشى وأصبح الشراء والمضاربة عليها يمثل مخاطر مرتفعة وغير مبررة في ظل وجود أسهم شركات تتنافس عليها سيولة المحافظ الكبرى والسيولة الذكية، ومنها بلاشك أسهم سابك، الراجحي، صافولا، سافكو، المراعي، جرير والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. وهذه الأسهم بالذات هي ما ستكون باكورة تداول صندوق المؤشرات في بورصة نيويورك (فالكم) الأسبوع المقبل، إضافة إلى أسهم أخرى متميزة بنتائجها مثل النقل البحري والمجموعة السعودية وبعض الأسهم في القطاع الزراعي. ومن الناحية الفنية، فإن إغلاق مؤشر السوق قرب حاجز المقاومة التاريخية وبتأثير مباشر من أسهم قيادية مثل سابك، التي أغلقت على أعلى سعر لها منذ أكثر من سنة تقريبا، يعبر بشكل واضح على عزم المؤشر على تجاوز تلك المقاومة، حيث من المتوقع أن يندفع إلى اختبار حاجز 6800 نقطة مدعوما من اندفاع سهم سابك الذي لايزال لديه العزم للوصول إلى فئة ثلاث خانات، حيث أصبح قاب قوسين من الوصول إلى سعر 103 ريالات. وبهذا فإن اختراق حاجز 6800 أصبح أمرا متوقعا، إلا أن مقاومة 6817 نقطة تشكل مقاومة قوية ما لم يستمر زخم السيولة الشرائية التي تعزز من استمرار مكاسب المؤشر وتمكنه من تحقيق الوصول إلى مقاومة 7160 نقطة، مع أهمية ملاحظة عدم كسر نقطة 6695 نقطة، حيث أن كسرها يضعف الحالة المعنوية وبالتالي يشكل دخول المؤشر في نمط حيرة غير محبذ.