طريقة ترشيح المواقع للحجب حسب خطاب وصل ل «عكاظ» من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المنشور في «عكاظ» (17 مارس 2010م) لها وسيلتان، الأولى من خلال شركة عالمية تحصر المواقع المسيئة، وتزود الهيئة بأسمائها، والثانية قائمة من إعداد الهيئة تجمعها بنفسها، فهل الهيئة فعلا بيدها كل ما يحجب، أو يسمح وبناء على رأي من؟. عندما نقول إن الحجب غير الدقيق لبعض المواقع المهمة مثل «العظم في الزبدة» فهذا الحجب لا يؤثر بسهولة الوصول إلى تلك المواقع ببرامج مجانية تتجاوز الحجب، وهي متاحة عبر شبكة الإنترنت، فيصير الحجب للجهات الرسمية مجرد «إبراء ذمة» لا أكثر، وأنا هنا أتحدث عن مواقع الفكر المستنير، ولا أتحدث عن المواقع الإباحية، ولا المواقع التي تؤلب الشر، والتطرف والأخيرة مواقع لا أحد يريدها على الشبكة أصلا، وتبقى المشكلة في المواقع الصحافية على الشبكة. منذ أن أتيح الاتصال عبر الإنترنت وأنا مثل غيري أقرأ عبر جهاز الحاسب أضعاف ما أقرأه على الورق، وصار من عادتي أن أمضي ما يقرب من ساعتين في تصفح عام للمواقع المختلفة إلى أن استقر أمري على مجموعة من الصحف والمواقع الإلكترونية التي أصبحت وسيلتي اليومية لمعرفة آخر الأخبار العامة، وكانت المفارقة أني أجد مواقع محجوبة أصلها بسهولة عبر برامج تجاوز الحجب، وأجد مواقع تحجب أسبوعا، ويفك حجبها أسبوعا آخر وهو أمر يثير الاستغراب حول رقيب هذه المواقع ولماذا يتصرف هذه التصرف الذي لا تفسير له، ولكن لكل شيء تفسير وما فكرت به أنه قد تكون هناك جهتان لا تنسقان بينهما، إحداهما تحجب، والأخرى تفك الحجب. وكون هذه المواقع الإلكترونية متاحة لنشر الغث والسمين، فالمسألة صارت بالنسبة للقراء انتقائية حسب الاسم المستعار، فهناك من ينشر الرأي القيم، وهناك من «يشوشر» بلا جدوى وأحسب، ولكن كثيرا من القراء قد طوروا أسلوبا للقراءة بين عشرات الآلاف من الصفحات المنشورة يوميا كل بما يخصه، وهذا يحدد الاهتمام ولا يجعل للحجب معنى مهما كما رآه الرقيب إبراء ذمة، وأعني هنا أن نثق بالقارئ ونعطيه حرية القراءة مهما كان موقفنا من المادة المنشورة، وألا نضع الحجب إرضاء لمن يضايقهم فكر آخر قد يكون متشددا أو تنويريا، فأقل القراء ثقافة اليوم يستطيع أن يتلمس الحقيقة، ولم تعد وصاية الرقيب الإلكتروني ذات معنى لأحد، ولكنها تصير أحيانا موضوعا للتندر، أو دعوة لقراءة الموضوعات المحجوبة لإرضاء الفضول حول سبب حجبها، وعني شخصيا أستغرب حقيقة لم تحجب بعض المواقع التنويرية؟، لأن فيها أناسا على قدر من حصافة الرأي حتى لو نشر البعض خلالها ما لا يستحق القراءة، وترك الموضوع لتقييم القارئ، وليس لرقيب الحجب هو الأفضل من هذه التصرف غير الموفق من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ما لم يكن هناك إضرار بالأمن الوطني، وهذا له حديث آخر. [email protected] !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة