بعدما استنفدوا أساليب الاحتجاج والضغط التقليدية، اتّجه ناشطون يمنيون إلى توسل أدوات تقنية لمواجهة حجب مواقع يمنية على شبكة الانترنت. وفي هذا السياق، نظّمت «نقابة الصحافيين اليمنيين» أخيراً ورشة عمل ضمّت 20 صحافياً يعملون في مواقع الكترونية وهدفت إلى التعريف بأساليب كسر الحَجْب عن المواقع السياسية الإخبارية المحجوبة في اليمن، وكذلك طرق الوقاية من القرصنة الالكترونية. وتلقى المشاركون معلومات نظرية وعملية عن طريقة عمل برنامج «يور فريدوم» Your Freedom الألماني لكسر الحَجْب الرقمي للمواقع. وكذلك تلقوا تدريباً مماثلاً على برنامج «الكاسر» الذي صممه اليمني وليد السقاف الذي شارك في التدريب مع الناشط الألماني هينز كوبيتزيل. وينتمي الأخير الى منظمة «المادة 19» («أرتيكل 19» Article 19) المتخصّصة في الدفاع عن حريات الرأي والتعبير عالمياً. وتعرّف المشاركون الى الجوانب الايجابية والسلبية لعدد من هذه الأنظمة الرقمية وتلقوا محاضرات نظرية وتطبيقية تناولت طرق الحفاظ على سرية المعلومات وتشفير الاتصال بالانترنت، والعلاقة بين فيروسات الكومبيوترات الشخصية وقرصنة المواقع على الشبكة، ووسائل الحماية والوقاية من الفيروسات الرقمية وبرامج أنظمة إدارة المحتويات وغيرها. والمعلوم أن عشرات المواقع الإخبارية والسياسية تعرضت خلال السنوات الاخيرة لعمليات حَجْب متفاوتة الحدّة. كما سجلت حوادث اختراق وقرصنة وعبث ببعض المواقع. وفي تلك الأحوال، جرت العادة على توجيه أصابع الاتهام إلى السلطات اليمنية. وفيما تعذر الحصول على رأي رسمي، أكّد اختصاصيون صعوبة أن تقوم جهة ما، غير مزوّد الخدمة، بحَجْب مواقع عن المتصفحين داخل اليمن. والمعلوم أن شركة الاتصالات الحكومية «يمن نت» ما زالت تحتكر تزويد خدمة الانترنت في اليمن. وكذلك أطلق موقع «يمن بورتال» Yemen Portal أخيراً، برنامجاً للمساعدة على كسر الحَجْب. وبحسب السقّاف صاحب موقع «يمن بورتال»، يتميّز برنامج «الكاسر» بأن عمله يقتصر على كسر حَجْب المواقع الإخبارية والسياسية المحجوبة لأسباب سياسية. وقال السقاف: «هذا البرنامج لا يتيح كسر حَجْب مواقع اباحية. كما يتميز بإخفاء هوية مستخدمه، ما يحول دون تتبع عنوان المستخدم». وأشار الى ان البرنامج متاح عبر البريد الالكتروني، وأنه مستخدم في بلدان عربية تتعرض فيها مواقع صحافية للحَجْب.