فوجىء بعض أولياء أمور الطالبات (مراحل التعليم العام) بمطالبتهم بتوقيع تعهد أحسبه غريبا عجيبا، وسوف أنقل لكم صيغة التعهد كما جاء وبنفس ركاكته اللغوية والأسلوبية، أما مضامين التعهد فيمكن لكل منا أن يقول ما يشاء: (أتعهد أنا ولي أمر الطابة / ................................ بان لاتحضر ابنتي الى المدرسة أي جهاز جوال لآي سبب وافيد ان ادارة المدرسة قد اعلمتني الاتي: يمنع منعا باتا اصطحاب جهاز هاتف جوال الى المدرسة مع الطالبة اذا حدث ذلك من ابنتي سيتم اتلافمحتويات الجهاز\سيتم حسم درجات من سلوك الطالبة حسبما تقرره المدرسة وفي حالة تكرار المخالفة يتم التحفظ على الجهاز لمدةعام دراسي حسم درجات سلوك ما تقرره المدرسة. تحويل الطالبة منازل اعلان المخالفة في الاذاعة المدرسية وعلى ذلك اوقع) هذا هو التعهد، وأعتقد أنه من العيب أن يصدر من مدرسة تعلم الأبناء الصيغ والأساليب اللغوية أن تكون عاجزة عن صياغة خطاب رصين ذي أسلوب متمكن.. وإذا تركنا الصياغة وانتقلنا مباشرة لمضمون التعهد والعقوبات المرافقة لحمل جوال يجعلنا نكتشف افتراق المدرسة عن واقع الطالبة المعاش. فمنع حمل الجوال للطالبات منع من غير استثناء، ولا أعرف لماذا لم يطرأ ببال مقر هذا التعهد أي استثناء يمكن أن يلازم طالبة أو أكثر بضرورة حمل الجوال، خاصة أن بناتنا يدرسن في مواقع مختلفة وبعيدة عن منازلهن، وأن هناك من لها ظرف خاص أو تحتاج الجوال لظرف قاهر.. ولأن عدم الثقة تنخر في صدورنا، فنحن لا نثق بأبنائنا تجدنا نعتبر أية وسيلة تواصل قد تؤدي إلى فاحشة أو منكر بينما لا ننظر إلى الجوانب الإيجابية لكل المقتنيات التي نحملها، ولهذا يمكن محاربة هذه التقنية في أماكن مخصصة والسماح بها في أماكن أخرى، وهذا هو التناقض، ولو أن حمل الجوال منع مثلا لأنه يلهي عن التعليم لربما جاءت صياغة التعهد دالة على ذلك، ولربما تم وضع حلول لحاملات الجوال بدلا من تمرير ظنوننا السيئة من خلال تلك الصياغة. ثم انظروا إلى العقوبات، وهي عقوبات تصل إلى تحويل الطالبة من منتظمة إلى دارسة منازل، لماذا؟.. لأن الطالبة حملت الجوال لأكثر من مرة. أعتقد أننا نبالغ في الخشية على الفتاة حتى نوصل الفتاة نفسها إلى مرحلة الرهاب النفسي. وعندما يتم تعميم مثل هذا التعهد تكون إدارة تعليم البنات قد بلغت مرحلة (الدجيرا)، فهي التي تخيف بناتنا في الليل والنهار. والدجيرا لمن لا يعرفها هي كائن أسطوري من الجن (مؤنث) تخرج ليلا من أجل خلق الرعب في نفوس الناس وما هذا التعهد إلا جزءا من تلك الدجيرا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة