يبدو أننا نعيش عصر المتناقضات كما يلوح لي وإلا فما معنى أن يؤخذ تعهد على أولياء أمور الطالبات بعدم حمل الهاتف الجوال معهن في المدرسة، في الوقت الذي توفر فيه المدارس بالعالم المتقدم والمتأخر أحدث وسائل التقنية لطلابها وطالباتها لاستخدامها وفي الفصول، بينما نحن نمنع حمل الهاتف الجوال!! فلقد قرأت ما كتبه أخي الأستاذ عبده خال يوم الأربعاء الماضي 8/4/1431ه عن المفاجأة التي واجهت أولياء أمور الطالبات (مراحل التعليم العام) بمطالبتهم بتوقيع تعهد غريب النص والمضمون الذي يقول: أتعهد أنا ولي أمر الطالبة (........) بأن لا تحضر ابنتي إلى المدرسة أي جهاز جوال لأي سبب هكذا لأي سبب حتى وإن كانت مريضة وأفيد أن إدارة المدرسة قد أعلمتني الآتي: يمنع منعا باتا اصطحاب جهاز هاتف جوال إلى المدرسة مع الطالبة، إذا حدث ذلك من ابنتي: • سيتم اتلاف محتويات الجهاز. • سيتم حسم درجات من سلوك الطالبة حسبما تقرره المدرسة. وفي حالة تكرار المخالفة هكذا يعتبر حمل الجوال مخالفة أو بتعبير أدق جريمة لما يأتي في التعهد الذي يقول: • يتم التحفظ على الجهاز لمدة عام دراسي. • حسم درجات سلوك ما تقرره المدرسة. • تحويل الطالبة منازل. • إعلان المخالفة في الإذاعة المدرسية. هذا نص التعهد الذي لا تليق صياغته من طالب بالمدرسة الابتدائية للركاكة التي كتب بها، ولكن إذا كان هذا ليس مهما في نظر إدارة التعليم، فإن الأهم هو ما تضمنه التعهد من تحذيرات وتهديدات وصلت لدرجة تحويل الطالبة من الانتظام إلى طالبة من منازلهم والتشهير بها من خلال الإذاعة المدرسية!! يا للهول مليون ألف مرة إذا كان حمل الجوال سيؤدي لمثل هذه النتائج التي هدد بها التعهد الذي أجزم بأنه غير مقبول بكل ما تضمنه من تحذيرات أو تهديدات. فالهاتف ضرورة قد تحتاج إليها الطالبة إن تعرضت لحادث في الطريق. وقد تحتاجه إن اعترضها سوء من شاب نزق للاستنجاد بالشرطة. وقد تحتاج إليه إن أصابها مرض مفاجئ بالمدرسة يضطرها للاتصال بأهلها لإسعافها. وقد تحتاج إليه لاستدعاء السائق من الموقف لباب المدرسة لئلا تتعرض لمضايقات الشباب المتفرغ لمضايقة الطالبات، كما هو المشاهد عند أبواب مدارس البنات. بل قد تحتاج للهاتف للاستعانة به في حل بعض المسائل الرياضية فجهاز الهاتف لم يعد وسيلة اتصال على أهميتها وإنما هو متعدد الخدمات العلمية والإنسانية. يوم السبت الماضي كتبت عن الموقف الغريب لقيام إدارة مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة بسحب الهواتف من غرف المريضات بدعوى الحرص على توفير الهدوء لهن وحمايتهن من الازعاج وكان مما قلت: لم يعد الهاتف من أدوات التجميل أو الكماليات وإنما هو أحد الضروريات التي لا يمكن لكائن من كان أن يستغني عنها وبالذات المريض الذي يرقد بالمستشفى. فماذا تراني أقول عن الطالبة التي ستتعرض لمجموعات من الجزاءات التي تصل لحد إبعادها من المدرسة والتشهير بها إذاعيا، وعلى مستوى كافة الفصول من خلال الإذاعة المدرسية!! لمجرد حملها للهاتف الجوال الذي لا يمكن لها أن تستغني عنه لأكثر مما ذكرت من أسباب، ودواعي أكثر من مهمة. إنني لا أملك سوى الاستنجاد بسمو وزير التربية والتعليم لإنقاذ بناتنا من هذا التعسف الذي لا مبرر له والله حسبنا ونعم الوكيل. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة