يؤكد الدكتور عبد الله بن محمد المطلق (المستشار في الديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء) أن الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في تحصين الأبناء ضد التطرف والإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني، وهي خط الدفاع الأول الذي يقف سدا منيعا في وجه الأشرار وكل سلوك فاسد. ولها دور بالغ في معالجة ظاهرة الإرهاب، باعتبارها إحدى أهم المؤسسات التربوية في المجتمع. ويتناول الدكتور المطلق أهمية الأسرة في تربية النشء، من خلال نصوص القرآن والسنة، في عدة نقاط، منها: أن المولود يأخذ عن أسرته كل مقوماته السلوكية والأخلاقية وتكوينات شخصيته المستقبلية، وأن دور الأسرة في غرس أسس الفضيلة والأخلاق في نفوس النشء ينعكس إيجابا على المجتمع كله، والإسلام اعتبر الأسرة حجر الزاوية في بناء المجتمع والأمة، فاهتم بها أيما اهتمام من بداية تكوينها لحظة اختيار الرجل لزوجته، ووضع قواعد محددة لطرفي العلاقة فيها، كما اعتبر المحافظة على تربية الأولاد ضمن مجموعة الأمانات التي يجب المحافظة عليها ويحرم التفريط فيها وخيانتها، وأنه يلزم على الأسرة أن تتعرف على أسباب الإرهاب وطرق الوقاية منها ووسائل معالجتها من أجل الحفاظ على أبنائها. ويوضح الدكتور المطلق وسائل الأسرة في تحصين الناشئة وإصلاحهم وتثبيتهم على طريق الحق والخير، وذكر منها سبعة: غرس تعاليم الإسلام في قلب النشء بأسلوب مبسط سهل، سواء ما كان متصل بالعقيدة أو بالعبادة والأحكام الشرعية. والمقدمة الحسنة في التربية، حيث لا يكفي مجرد الأمر أو النهي دون ضرب المثل بالتطبيق المصاحب من جانب الأبوين والكبار. وغرس الأخلاق الفاضلة التي تبعد الناشئة عن العبث، مثل: المحبة والرحمة والتعاون المتبادل، والرفق والسماحة واللين في تربية النشء، وغرس روح الانتماء للوطن والاعتزاز بالثوابت والعادات والتقاليد الأصيلة، والعفو والمغفرة والبعد عن الأذى والانتقام، وتعويد النشء على التحمل والسيطرة على اللسان. واختيار الصحبة الصالحة، حيث يجب على الوالدين التدخل في توجيه الأبناء لاختيار صحبة صالحة، وذلك لأن المرء على دين خليله. والتعاون مع المؤسسات التربوية الأخرى، وتلك ضرورة يجب أن توليها الأسرة أهمية كبرى في تحصين الأبناء ضد الشر، وحسن الاستفادة من وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة وتلك ضرورة أخرى توجب على الأبوين مساعدة الأبناء في اختيار البرامج الهادفة وتجنب برامج الفن الهابط والغناء الفاحش والسحر والشعوذة والقمار، وترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم والإقناع مع الأولاد في تصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم.