لم تخل ندوة «معوقات الحوار والسلام بين الشعوب رؤية عربية إسلامية ورؤية غربية» من تجاذبات بين أهمية الحوار وضرورته وظروفه، رغم سوء الفهم الحاد الحاصل بين العالمين؛ العربي والغربي، وإذ رفض المشاركون في الندوة الرؤية التشاؤمية، أكدوا في الوقت نفسه رفضهم أن يكون الحوار من طرف الضعيف مقابل القوي الذي يريد أن يفرض شروطه على حساب الآخر. وتطرقت الندوة التي عقدت ضمن النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية، إلى موقف الملك فيصل بن عبد العزيز، وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الدعوة إلى حوار أتباع الأديان، والاحتلال الصهيوني لفلسطين وأحداث 11 سبتمبر. وطالب الدكتور سلمان بن فهد العودة في الندوة إلى استبعاد الرؤية التشاؤمية، وقال: «الحوار لا يحدد بفترة زمنية بل هو مستمر، ويجب أن يتناول القضايا المختلفة حقوقية وسياسية وصحية وبيئة»، مؤكدا أن «الحوار ضرورة بشرية، والعالم لا بد أن يندمج في الحوار حول القضايا المشتركة». ولاحظ العودة أن القيم الإسلامية تعزز الحوار، وتدعو إليه، وطالب بالمزيد من معرفة الآخر، كمذاهب وأديان وثقافات لكي يكون الحوار مجديا، مشيرا إلى أن هناك 70 مليون مسلم يعيشون في الغرب، وهذا يجعل الحوار مهما. ورفض العودة أن «ننظر إلى أنفسنا نظرة دونية.. علينا الحوار مع الذات قبل الحوار مع الآخر»، داعيا إلى عدم الخلط بين القيم والمبادئ الإسلامية، والممارسات والسلوكيات. وانتقد العودة الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية، معتبرا «أنهما لا تشكلان مرجعية»، مضيفا أن «الغرب يحاول أن يفرض علينا أن نكون معتدلين، وهنا يتحول الحوار إلى إملاء». أما المفكر العربي كلوفيس مقصود فاعتبر «أن الرضوخ للغرب والاستجابة لإملاءاته يجعل الحوار غير مجد، رغم أنه حاجة ملحة»، مشيرا إلى أن الحوار لا بد أن ينطلق من قناعة. وأضاف «هناك أزمة سوء فهم سببها يكمن في نهج الإملاء بدلا من الإقناع، وهناك حالة من التشويه في ثنائية الاعتدال والتطرف»، موضحا «إذا كان التطرف تأكيدا وإصرارا على الحق فهذا ليس تطرفا، والاعتدال لا يعني التفريط في الحقوق». أما المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي فتوجه إلى النخب العربية، وسأل: ما الذي يجعل هذه النخب تستجدي الحوار والنخب في الغرب ترفض ذلك؟.