أكد الشيخ الدكتور سلمان العودة، على أهمية الحوار مطالباً باستبعاد الرؤية التشاؤمية،مع التأكيد على أن الحوار لا ينتهي بفترة زمنية بل هو مستمر ويجب أن يتناول القضايا المختلفة. جاء ذلك خلال مشاركته بندوة "معوقات الحوار والسلام بين الشعوب، رؤية عربية إسلامية ورؤية غربية" التي أقيمت ضمن النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية، والتي شهدت جدالا واسعا حول أهمية الحوار وضرورته وظروفه، حيث أكد المشاركون في الندوة على أهمية الحوار، على اعتباره واجب ديني، لكنهم في الوقت نفسه رفضوا أن يكون الحوار من طرف الضعيف مقابل القوي الذي يريد أن يفرض شروطه على حساب الآخر. وقال الشيخ العودة: إن الحوار ضرورة بشرية والعالم كله لابد أن يندمج في الحوار حول القضايا المشتركة، وأكد أن القيم الإسلامية تعزز الحوار وتدعو إليه والنصوص القرآنية التي تشير إلى ذلك كثيرة، وطالب بالمزيد من المعرفة بالآخر كمذاهب وأديان وثقافات، لكي يكون الحوار مجديا، وأشار إلى وجود عقلاء كثيرين في الغرب يرغبون في الحوار ويدعون إليه، ومفكرين منصفين لهم كتابات منصفة للإسلام، فبعض القضايا التي أثيرت مثل منع المآذن والإساءات تم استيعابها من قبل القيادات السياسية الإسلامية، ولذا تنبع ضرورة الحوار مع الذات قبل الحوار مع الآخر. وأوضح الدكتور العودة إن الحوار أوسع من الدعوة، حيث أن الدعوة تعني النقد، والحوار قد يكون لونا من ألوان الدعوة، أو قضايا الحياة، وبدون تنوع أو تعددية ليس هناك حوار. وبين العودة، أن أقوى معوقات الحوار أن الكثيرين يتحدثون عنه، بل أصبح شغل من لا شغل له، أو تعبيرا لتمضية الوقت أو إحراج الآخرين، وانتقد الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية، وقال إنهما لا تشكلان مرجعية، مضيفا، إن الغرب يحاول أن يفرض علينا أن نكون معتدلين، فهناك من يحاولون فرض تقبل الشذوذ الجنسي علينا حتى نكون إسلاميين وسطيين، فبذلك تحول الحوار إلى إملاء. من جانبه تحدث المفكر العربي كلوفيس مقصود، عن شروط الحوار قائلا، لابد أن يكون واضحا ومحددا ومتكافئا، فالرضوخ للغرب والاستجابة لإملائاته يجعل الحوار غير مجدي رغم أنه حاجة ملحة، مشيرا إلى أن الحوار لابد أن ينطلق من قناعة، وقال، هناك حالة من التشويه في ثنائية الاعتدال والتطرف، فإذا كان التطرف تأكيدا وإصرارا على الحق فهذا ليس تطرفا، والاعتدال لا يعني التفريط في الحقوق، مؤكدا على أن يكون أي حوار ملتزما بثوابت الأمة. وتناول المفكر التونسي، أبو يعرب المرزوقي، دور النخب العربية في الحوار، وتساءل، ما الذي يجعل هذه النخب تستجدي الحوار، والنخب في الغرب ترفض ذلك، وقال، يجب أن ندرك أن الغرب في بنيته الفكرية والدينية انبثاقا من ميراثه الثقافي، مضيفا، إن الحوار مع المسلمين هدفه تنويمهم، لأن المسلمين يحاورون من الطرف الضعيف فيتقبلون كل شيء يفرض عليهم. وتداخل الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر السابق، مؤكدا على أهمية الحوار العربي- العربي أولا، والحوار الإسلامي- الإسلامي، لأن هناك خلافات مذهبية وقومية تعوق توحيد الكلمة، إضافة إلى عدم فهم الآخر، وعدم إجادة لغة الحوار. أما الدكتور عبد المحسن القحطاني، رئيس النادي الأدبي بجدة، فأكد أن الحوار مهم وكلانا يحتاج للآخر وأن الشعوب هي التي في أشد الحاجة للحوار.