أكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أن المنظمة ستترك الحرية للدول المانحة في تنفيذ المشروعات التي يتعهدون بها لإعمار وتنمية دارفور، مباشرة أو عبر شركاء آخرين أو بالتعاون مع المنظمة، مشيدا باللجنة التحضيرية التي بذلت مجهودا كبيرا في إعداد المشروعات التي تعالج الواقع الحالي في الإقليم. وأشار أوغلي في افتتاح المؤتمر الدولي للمانحين لإعمار وتنمية دارفور، إلى أن السلام أصبح حقيقة ماثلة نلمسها في التطورات الإيجابية المتسارعة لحركة المفاوضات السياسية ونشهد آثارها الإيجابية على أرض دارفور خاصة والسودان عامة، مشيرا إلى أن المنظمة ظلت تتابع وتساهم بإيجابية في تحقيق الأمن والاستقرار في إقليم دارفور منذ اندلاع النزاع، حيث ساهمت في تحريك العملية السياسية عبر اتصالاتها مع الحكومة السودانية وزياراتها المتكررة لإقليم دارفور ومشاركتها المستمرة في الجهود الدولية والإقليمية من أجل تحقيق السلام والاستقرار. وأضاف اوغلي في افتتاح المؤتمر الدولي للمانحين لإعمار وتنمية دارفور «أن الصراع في الإقليم ألحق أضرارا كبيرة للإنسان والبيئة، ونتجت عنه مضاعفات اجتماعية واقتصادية خطيرة، وتوقفت حركة التنمية وتفكك النسيج الاجتماعي بسبب حركة اللجوء والنزوح الداخلي»، مشيرا إلى أن المنظمة قررت منذ عام 2008 تنظيم مؤتمر دولي للمانحين لحشد الدعم المادي لقيادة عملية تنمية مستدامة وبداية إعمار شاملة في دارفور، لتعزيز وتثبيت عملية المصالحة السياسية وتحقيق الاستقرار الدائم، مبينا أن الجهود التي بذلت لتحقيق السلام سارعت من العودة الطوعية لأبناء الإقليم من المخيمات إلى القرى وبدأت الأوضاع تعود تدريجيا لسابق عهدها، إلا أن هذه التطورات لن تكتمل ما لم تجد دعما دوليا قويا لتنفيذ مشروعات إعادة البناء وإصلاح التعليم ومرافق الصحة والمياه ودعم مشروعات التنمية الزراعية والرعوية والصناعية وتأهيل البنية الأساسية، معربا عن أمله أن يتوصل المؤتمر إلى صيغة معينة تنقل رسالة لأبناء دارفور، مفادها أن المجتمع الدولي سيكون سندا صادقا لهم لتحقيق التنمية والاستقرار وإعادة الحياة الكريمة التي افتقدوها بسبب الحرب والنزاع.