جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، عرض إدارته إجراء حوار مع طهران بعد عام من فشل عرضه السابق في تحقيق نتائج ملموسة. وفي كلمة وجهها للإيرانيين على شريط مصور بمناسبة العام الفارسي الجديد المعروف ب(عيد النيروز)، تعهد أوباما بالسعي لفرض عقوبات قوية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وقال في كلمة نشر البيت الأبيض مقتطفات منها «إننا نعمل مع المجتمع الدولي لتحميل الحكومة الإيرانية المسؤولية؛ لأنها ترفض الوفاء بتعهداتها الدولية، ولكن عرضنا بإجراء اتصالات دبلوماسية شاملة وحوار ما زال قائما». وتنفي إيران سعيها لصنع قنبلة نووية، وتقول إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء، كما ترفض وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقال الرئيس الأمريكي: إن واشنطن ملتزمة بمستقبل «أكثر تفاؤلا» للشعب الإيراني، رغم الخلافات الأمريكية مع حكومة طهران. وخلال أول عام له بالرئاسة، احتفل أوباما ب(عيد النيروز) برسالة غير مسبوقة في ذلك الوقت، حيث عرض على إيران «بداية جديدة» من الارتباط الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة. ولكن طهران رفضت لفتة أوباما، وكانت العلاقات الأمريكيةالإيرانية قد تدهورت بشكل أكبر؛ عندما شنت السلطات الإيرانية حملة على المحتجين المعارضين بعد انتخابات متنازع عليها في يونيو (حزيران) الماضي، مما أثار إدانة أمريكية. وقال أوباما «الحكومة الإيرانية هي التي اختارت عزل نفسها، واختارت تركيزا على الماضي أكثر من الالتزام ببناء مستقبل أفضل على مدار العام الماضي». وأضاف أنه «حتى مع استمرار وجود خلافات مع الحكومة الإيرانية، فإننا سنواصل التزامنا بمستقبل أكثر تفاؤلا للشعب الإيراني». وأوضح أن الولاياتالمتحدة زادت فرص التبادل التعليمي مع الطلاب الإيرانيين للدراسة بالكليات والجامعات الأمريكية، بالإضافة إلى العمل على زيادة حرية الوصول إلى تكنولوجيا الإنترنت «حتى يمكن للإيرانيين الاتصال مع الآخرين ومع العالم دون خوف من الرقابة». وقال الرئيس الأمريكي: كذلك أريد أن يعرف الشعب الإيراني ما تؤيده بلادي، الولاياتالمتحدة تؤمن بكرامة كل البشر وبنظام دولي يهدف إلى العدالة. وأضاف: إن واشنطن تريد مستقبلا يمكن فيه للإيرانيين ممارسة حقوقهم والمشاركة بشكل كامل في الاقتصاد العالمي وإثراء العالم من خلال المبادلات التعليمية والثقافية فيما وراء حدود إيران، هذا هو المستقبل الذي نسعى إليه، هذا هو ما تصبو إليه أمريكا.