يصل المبعوث الأمريكي جورج ميتشل اليوم الأحد للمنطقة في إطار سعيه لإحياء مفاوضات السلام. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي تزامنا مع الحديث عن إجراءات بناء الثقة، التي تعهد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصاله الهاتفي مع كلينتون، التي تتضمن إزالة بعض الحواجز، وإطلاق بعض الأسرى الفلسطينيين، والتخلي أمنيا عن بعض ما يعرف بمناطق (ج) وتحويلها للسلطة الفلسطينية. غير أن مصادر صحافية أشارت إلى أن «إجراءات الثقة»، التي وعدت بها إسرائيل لم تتضمن تراجع الأخيرة عن مشاريع الاستيطان في القدسالشرقية، التي أثارت غضبا فلسطينيا وعالميا واسعا. ونبهت المصادر ذاتها إلى أن نتنياهو سعى لتخفيف الغضب الأمريكي حيال هذه القضية، بالتأكيد على أن المشاريع الاستيطانية بالقدسالشرقية لن يبدأ العمل فيها قبل سنتين أو ثلاث. وفي سياق متصل، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرار الرباعية الدولية الذي حث إسرائيل على وقف الاستيطان، فيما رفضت إسرائيل الدعوة معتبرة أنها تؤدي إلى تضاؤل فرص السلام. وطالب عباس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» إسرائيل بتنفيذ القرار «حتى تنطلق عملية السلام». وفي السياق ذاته، قال رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات إن السلطة تنتظر من الرباعية تحركا عمليا، بحيث تدفع الحكومة الإسرائيلية للإعلان عن آليات ملزمة لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت اللجنة الرباعية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط دانت، في اجتماعها الجمعة في موسكو، قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية في القدسالشرقية، ودعت إسرائيل إلى تجميد كل أشكال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك لأعضاء اللجنة في موسكو إن اللجنة تتطلع إلى بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل قريبا، وأكد أنه سيدعو الدول العربية لتأييد هذه المحادثات. بدورها، أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية، التي شاركت في موسكو في اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، تفاؤلها بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي سعى إلى تهدئة الموقف.