أسدل في الجبيل أمس الأول، الستار على قضية مقتل طالب ثانوي، إثر تنازل والد القتيل عن المتسبب في مقتل ابنه، لوجه الله تعالى، دون تدخل الوسطاء، ضارباً بذلك أورع صور التسامح والتآخي. وكان عدد من المواطنين توافدوا منذ الصباح الباكر، لتشييع جثمان القتيل، بعد إعلان موافقة الجهات الأمنية بتسليم جثته إثر تصديق التنازل شرعا من قبل والده وتمت الصلاة عليه والسير في ركب جنازته ودفنه إلى مثواه. وتعود تفاصيل القضية، إثر تعرض القتيل فهد بن هذال راشد الحقباني البالغ من العمر 17 عاماً، لضربة عنيفة بقطعة معدنية في الرأس، من زميله في المدرسة سقط على إثرها مغشيا عليه، وتم نقله على الفور إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الهيئة الملكية، وبينت التقارير الطبية وفاته دماغيا بفعل قوة الضربة. وأبلغ المتحدث الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف بن أحمد القحطاني حينها، أن السلطات الأمنية في الجبيل تلقت بلاغا عن حدوث مشاجرة بين شابين 17 عاما و20 عاما يدرسان في المرحلة الثانوية، وتم إلقاء القبض على المتهم وقتها، وتم إيداعه خلف القضبان بدار الملاحظة حسب الإجراءات المتبعة، وأن سبب الاشتباك بين الشابين نتج عن خلاف طارئ بعد انصراف الطلاب من المدرسة في مدينة الجبيل الصناعية. وأوضح ل«عكاظ» هذال راشد الحقباني والد المجني عليه أنه تلقى الخبر بقلب مفعم بالإيمان، باعتبار الأمر قضاء وقدرا، حيث اجتمع بأبنائه وبناته وزوجتيه وأوصاهم بالتنازل عن القضية في حال وفاة ابنه لا قدر الله، وأن قراره لا رجعة فيه، ويضيف: «القدر لم يمهل ابني فهد وقتا طويلا، حيث لفظ أنفاسه بعد مرور 26 يوما من الحادثة». من جانبه، بين ابن عم القتيل مدير شرطة المبرز في محافظة الأحساء المقدم عبدالله بن سالم الحقباني، أن الشيخ هذال سجل أكثر المواقف شهامة ونبلا، لا سيما أنه يتنازل للمرة الثانية لوجه الله، حيث سبق وتنازل عن مواطن تسبب في وفاة ابنه في حادث سير، دون تدخل من أحد أو الالتفات للإغراءات المالية.