إن مما يؤسف له أن يحدث في المدارس من المشاغبة، والعنف لدرجة التهديد بالقتل ما لم يشهده جيلنا حتى في الشوارع والحواري!!. لقد كان احترام الطالب للمدرس لا يقل عن تقدير الابن لأبيه، كما كان اهتمام المدرس بالطالب في مستوى اهتمامه بأبنائه الذين هم فلذات كبده. ليس هذا فقط في داخل المدارس وإنما حتى في الشارع وحينما يصدف أن يلتقي الاثنان ترى الطالب يستحي أن يرفع عينيه في وجه مدرسه وتجد المدرس لا يتوانى عن توجيه تلميذه بالحسنى إن شاهد منه أو عليه شائبة في تصرفاته. حتى الطلبة في ما بينهم إن بالمدرسة أو خارجها يتعايشون معا في مودة حتى لكأنهم إخوة من رحم واحد. فما الذي حدث حتى تبدل كل شيء فلا احترام للمدرس، ولا رعاية من المدرس للطالب إن في المدارس الابتدائية، أو المتوسطة، أو الثانوية، إذ تحولت الأوضاع فأصبح الشجار والضرب، بل والتهديد بالقتل مما نسمع ونقرأ عنه مما يحدث في المدارس!!. طبعا قد تكون هناك حالات مثالية، وقد تكون ثمة حالات على غير نحو ما ذكرت إلا أن المؤسف له أن الأوضاع لم تعد كسابق العهد. ففي خبر نشرته الصحف بتاريخ 19/3/1431ه : أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وجه بالتحقيق العاجل في قضية تهديد مدير مدرسة ثانوية في محافظة رنية بالقتل على يدي أحد معلمي اللغة العربية في المدرسة. وكشف مصدر مطلع توجيه وكيل محافظ رنية عبد الله آل عثيمين بالقبض على المعلم، إذ لا يزال رهن الاعتقال قبل إحالته إلى المحكمة لتصديق أقواله شرعا. من جانبه، قال مدير ثانوية رنية محمد عبد الرحمن الحلافي: تلقيت تهديدات متتالية من المعلم، وحاولت إفهامه وتكريس رسالته التعليمية المهترئة التي تسببت في فقدان الطلاب تحصيلهم العلمي، ولكنه أبى ذلك وقابله بتهديدي بالضرب والقتل، مشيرا إلى امتلاكه محاضر رسمية تثبت تجاوزات المعلم. وقال: «بعث المعلم رسالة نصية «sms» ذات مساء إلى هاتفي المحمول يهددني فيها بالقتل». وإذا كان هذا قد حدث من مدرس نحو مدير المدرسة، فقد أدى سوء معاملة مدرس لطالب أن يحاول الانتحار للتخلص من عنت الأستاذ، إذ تقول «عكاظ» فيما نشرته في عدد يوم الأربعاء 10/3/1431ه: حولت شرطة العاصمة المقدسة ممثلة في قسم شرطة جرول، ملف التحقيق في محاولة انتحار طالب في الصف الرابع الابتدائي إلى دائرة الاعتداء على النفس في هيئة التحقيق والادعاء العام، إثر تعرض الطالب للضرب من معلمه بشكل شبه يومي، ما دفعه لمحاولة قتل نفسه هربا من العنف. وبينت ل «عكاظ» مصادر مطلعة، أن الطالب تعرض للعنف المستمر على يد معلم اللغة العربية في الأشهر الماضية، ما دفع الطالب إلى وضع حد لحياته، حيث ربط عنقه بقماش ستارة في غرفة منزل أسرته للانتحار شنقا، موضحا أن أسرته استطاعت إنقاذه قبل لفظ أنفاسه الأخيرة. يا للهول – كما يقول يوسف وهبي – فالمدرس الذي قال عنه أحمد شوقي: «كاد المعلم أن يكون رسولا» أصبح اليوم – بعضهم ولا أقول جميعهم – يفتقر للمرحمة التي توجبها الإنسانية مثلما تنعدم عنده أخلاقية المعلم، خاصة أن تعليمات مشددة قد صدرت ومن سنوات بمنع الضرب في المدارس. أين الحل يا ترى؟؟.. ذلك ما أحسب أنه مسؤولية الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم؟!. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة