كان يمكن لآلاف المواطنين أن يستعيدوا بعضا من حقوقهم التي ضاعت في مساهمات الصريصري، لولا أن مماطلة أمانة جدة وغفلة كتابة عدل حالت بينهم وبين ذلك. كان يمكن لسعر الأرض التي يمتلكها الصريصري على كورنيش جدة أن يشكل قسطا من حقوق المساهمين التي تجاوزت 600 مليون ريال، لو أن الأمانة لم تماطل المحكمة طيلة عام ونصف، قبل أن يتدخل أمير المنطقة ويأمر الأمانة بتسليم صك تلك الأرض للمحكمة. وكان يمكن للناس أن يستعيدوا بعضا من حقوقهم، لولا أن صك تلك الأرض تاه في سراديب كتابة عدل مدة سبعين يوما قبل أن تعيده كتابة عدل للمحكمة. ما يقارب العامين مرا على صك لكي يتحرك من إدارة حكومية إلى إدارة أخرى، في عالم أصبحت فيه الثواني كفيلة بنقل المعلومات والوثائق من أقصى شرق الأرض إلى أقصى غربها، وأقسم أن معاملة كهذه لو كانت في العصر الأموي أو العباسي لما احتاجت هذه المدة؛ لكي تنتقل من بلاد خراسان أقصى شرق الدولة الإسلامية إلى بلاد الأندلس أقصى غربها. وعلى الرغم من كل ما يمكن أن يحمل على سوء الظن بالأسباب التي يمكن لها أن تقف وراء تعطيل صك تقف وراءه قضية هامور في رقبته 600 مليون للمواطنين، سواء تمثل ذلك التعطيل في تأخير الأمانة تسليم الصك أو تضييع كتابة عدل للصك، إلا أننا سوف نتصنع الجهل والبراءة التي تبلغ حد البلاهة، ونقول أن ليس وراء ذلك غير الروتين في الأمانة وسوء تنسيق المعاملات في كتابة عدل، على النحو الذي أوضحه رئيس كتابة عدل، حين قال إن معاملة الصك وضعت عن طريق الخطأ بين معاملات منتهية، ليس لنا إلا أن نحسن الظن، ونطالب المواطنين الذين ينتظرون سداد حقوقهم أن يحسنوا الظن كذلك، ضاربين عرض الحائط بقول العرب إن سوء الظن من حسن الفطن. حسن ظننا يطرح سؤالا حادا ومدببا، طرحه القاضي في رسالته إلى أمير المنطقة حين قال: إذا كانت الأمانة لا تراعي القضاء، فكيف سيكون تعاملها مع الناس؟، ولنا أن نضيف إليه تساؤلا آخر، فنقول: إذا كانت معاملة لحقوق آلاف المواطنين بملايين الريالات تتعطل سبعين يوما في كتابة عدل، فما الذي يحدث لبقية المعاملات؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة