يبدو أن كل الكلام المنمق والمعسول الذي سمعناه عن العهد الجديد لهيئات الأمر بالمعروف، تحول بقدرة قادر إلى ما يشبه «فص ملح وذاب» أو «كلام الليل يمحوه النهار».. حتى إن المتحدث الرسمي للهيئة في كل منطقة من مناطق المملكة لتكريس مزيد من الشفافية لم يستمر، بعد أن أصبحت تصريحات كلها نفي أو اعتذار لا يسمن ولا يغني من جوع. إن الحديث هنا، وتحديدا عن هيئة المدينة، لا ينحصر أبدا على مشروعية الهيئة أو دورها، فهذا موضوع آخر يحتاج إلى نقاش مستفيض، وجدال شرعي وقانوني لا محل له من الإعراب هنا، بل يقتصر على موضوع التجاوزات، والاعتداء على الخصوصية، وتشويه السمعة، والإيذاء البدني، والإيقاف بالشبهات، والكارثة الأكبر.. الخروج من كل هذه الممارسات أو بمعنى أدق التجاوزات أو بعضها، بدون أي عقاب رادع بل اعتذار محبط، يجعل كل ما سمعناه ونسمعه عن الدورات والجهات الاستشارية التي تتعامل معها الهيئة وأفرادها ليست مجرد ذر للرماد على العيون. فمنذ عام تقريبا والتصريحات الصادرة عن قمة هرم الهيئة وكبار رجالاتها تؤكد بصريح العبارة عن زمن جديد للهيئة، وتعامل مختلف من أفرادها، ولكن ما يبدو على أرض الواقع، أن الاشتباكات لازالت مستمرة، والعهد القديم لازال قائما ولكن برداء مختلف. الاحتمال الأسوأ أن رجالات الهيئة الكبار لا يستطيعون تغيير شيء، والأمور خارجة عن سيطرتهم، فما يريدون شيء، وما يحدث شيء مختلف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة