واصل إطفائيو الدفاع المدني حتى لحظة إعداد التقرير أمس مكافحة نيران مصنع القوالب القصديرية في محيط شارع الحرمين شرق حي الصفا، والذي اندلع البارحة الأولى لأسباب غير معلومة. في الأثناء كشفت مصادر أن سلطات الدفاع المدني سبق أن أبدت ملاحظات على المصنع تتعلق أغلبها بسبل ووسائل السلامة، وطلبت نقله إلى مكان بديل، وشوهدت ظهر أمس عربات وآليات الإطفاء تباشر مهماتها في الإطفاء في الوقت الذي تم فيه إخلاء نحو 60 ساكنا في محيط الحريق، ونجح الإطفائيون في عزل قصر للأفراح ومجمع لسكن العمال. وعزا مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي تأخر إطفاء نيران المصنع حتى اليوم التالي إلى طبيعة موجوداته من أطنان القصدير سريع الاشتعال، إلى جانب الأسقف الحديدية الملتهبة التي شكلت مخاطر حقيقية على رجال الإطفاء. وبحسب المصادر، فإن الحريق الكبير تزامن مع خمسة حرائق صغيرة في أنحاء مختلفة من جدة، الأمر الذي استلزم طلب إمدادا من قوات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة. وبحسب ذات المصادر فإن شدة الرياح الشمالية أسهمت في ازدياد وطأة النيران، وهو الأمر الذي دعا الإطفائيين إلى محاصرة النيران من الناحية الشمالية، وغمر الموقع بكميات وفيرة من المياه في إجراء قصد منه حماية قصر الأفراح القريب من الموقع. في السياق نفسه كشف الجداوي أن إدارته فرضت غرامة على المصنع في وقت سابق بعد ثبوت بعض المخالفات المتعلقة بالسلامة، كما تم إبلاغ أصحابه بضرورة نقله إلى منطقة بديلة. إلى ذلك قال المتحدث الرسمي في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالله العمري إن عدد من تم إخلاؤهم من مجمع العمال غرب المصنع بلغ 60 فردا، لم تسجل أية إصابات في صفوفهم، كما لم يتم تسجيل أية إصابة وسط فرق الإطفاء أو الجمهور على الرغم من بعض المخاوف من احتمالات حدوث انفجارات محدودة داخل المصنع بسبب طبيعة المواد المستودعة فيه من العبوات المضغوطة وغيرها. وحرصت الدوريات الأمنية على وضع هذه الفرضية في حسبانها، وفتحت مسارات بديلة في طريق الحرمين وتحويل حركة السير إلى شوارع أخرى، وواصلت الدوريات الأمنية والمرورية تمركزها في المكان حتى لحظة إعداد الخبر. وأضاف المتحدث أن أسباب اندلاع الحريق لم تعرف بعد، ويعكف خبراء مختصون في رفع الركام وأخذ عينات من الموقع للوصول إلى مركز الاشتعال. وكان مدير شعبة العمليات العقيد عبدالله الجعيد باشر الموقع ميدانيا وتولى توزيع الفرق ومتابعة عمليات الإخماد، فيما رأس التحقيق المقدم عبدالله الزهراني، والملازم أول نواف السالمي. يشار إلى أن السلطات الصحية في جدة كانت أعلنت حالة الاستنفار لاستقبال أي جرحى محتملين، لكن الحادث لم يسجل أية إصابات أو اختناقات.