كشفت نيران منجرة أخشاب أمس، ثغرات واسعة في مستودعات ومحال المنطقة الصناعية شمالي جدة، إذ رصدت عدسة «عكاظ» استخدام ملاك وأصحاب الورش المساحات الفارغة أمام المباني في تخزين الأخشاب وتجفيف المصنوعات سريعة الاشتعال، فضلا عن التخزين العشوائي الأمر الذي تسبب في اغلاق المسارات. لكن فرق إطفاء الدفاع المدني تغلبت على كل العوائق ونجحت في تطويق الحريق الكبير الذي طال معملا لتصنيع المفروشات المنزلية بعد تلقي غرفة عملياتها نداءات استغاثة عاجلة من العمال فأمرت في الحال تحريك عربات وآليات وكوادر متخصصة إلى الموقع الذي تزيد مساحته عن أربعة الآف متر مربع. وشوهد رجال الإطفاء يحاصرون ألسنة اللهب والدخان من ثلاث جهات بغرض الحؤول دون انتقال النار إلى عشرات المصانع والورش والمستودعات والكازينوهات المنتشرة في المنطقة الصناعية المزدحمة. وبحسب التقارير فإن الحريق تمركز في مصنع تبلغ مساحته نحو 1500 متر وأسهمت طبيعة الموجودات من الأخشاب وعبوات الطلاء والمواد شديدة الاشتعال في زيادة وطأة النيران، غير أن مهارة الاطفائيين حصرت اللهب في مكان واحد. وكان مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي، أصدر تعليمات ميدانية بضرورة تأمين وصول عربات الإطفاء والآليات الثقيلة إلى مسرح الحادث في مسارات بديلة، كما تولت فرق أخرى إبعاد عشرات العمال ورواد المقاهي الفضوليين الذين تجمعوا في محيط الحريق. وباشر الحادث ميدانيا رئيس شعبة العمليات العقيد عبدالله الجعيد. وبحسب المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبد الله العمري، فإن الحريق شب في ورشة للنجارة، واستخدم رجال الإطفاء الرغاوي الكيمائية لمحاصرة وتطويق النيران المستعرة.ولم يتم حتى اللحظة كشف مسببات الحريق، كما لم تسجل أية إصابات وسط العاملين أوكوادر الإطفاء. وأضاف المتحدث أن الجدر الخرسانية خففت من وطأة النيران ومنعت انتقالها إلى عشرات المصانع والمستودعات والورش.