قرأت في هذه الصحيفة تصريح الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه عن الخطة الخمسية لمزارع فقيه للدواجن، فتذكرت كيف بدأت هذه المزارع تشق طريق الحزم والعزم والعطاء من رجل بدأ صغيرا يعطي أهله ومليكه وبلده كل العطاء بالعمل والجهاد، فأصبح كبيرا بتجارة رابحة أولها مع الله ثم مع رجال هذا البلد الآمن. ومن هنا ظفر الشيخ عبد الرحمن ووصل إلى هذه الخطة الخمسية لينتج مليون دجاجة في اليوم في غضون خمس سنوات. فمنذ حوالى ستين سنة لم تكن في المملكة مزارع للدواجن، فيما عدا مزرعة خاصة صغيرة في الخرج يمتلكها الشيخ عبد الله السليمان (وزير المالية سابقا)، وكانت أول مزرعة للدواجن أنشئت على مستوى الإنتاج التجاري وأول من اهتم بالأمور البيطرية (مختبرات بيطرية) هي مزرعة فقيه التي كانت أول من أدخل هذا المجال الصناعي إلى المملكة. فنظرة الشيخ عبد الرحمن فقيه كانت أفقية وليست عامودية فقط من حيث الربح الفردي الخاص. وتعتبر اللحوم مصدرا أساسيا للبروتين الحيواني اللازم للفرد، كما أنها تنشط إفراز الغدد اللعابية وإفرازات المعدة، إضافة إلى أنها تظل في المعدة لفترة طويلة، فلا يشعر الإنسان بالجوع. ويقاس تقدم الشعوب وتخلفها في الوقت الحاضر بعدة معايير منها ما يحصل عليه الفرد من بروتين حيواني ممثلا في اللحوم الحمراء والبيضاء، وقد ذكر في كثير من المراجع العلمية أن الفرد في الدول الفقيرة سوف تزيد مقدرته على التحول الصناعي وتقبل التكنولوجيا الحديثة ويرتفع معدل تفكيره ومستوى ذكائه عند تناوله معدلات متزنة وجيدة من تلك البروتينات. يعتبر استهلاك اللحوم من أهم دلائل الحالة الاقتصادية،إذ يبلغ ما يخص الفرد من البروتين الحيواني في الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية ودول الخليج حوالى 60 80 جراما علما أن الحد الأدنى من البروتين الحيواني الذي توصي به المنظمات الدولية يبلغ حوالى 35 جراما في اليوم. وهذه الكميات توفر للفرد حوالى 14 جرام بروتين في اليوم تسهم فيه لحوم الدواجن بنسبة 25 في المائة والبيض «7» في المائة، وهذا القدر هو الحد الأدنى الذي توصي به المنظمات الدولية. للحوم الدواجن قيمة غذائية عالية لما تحتويه من مواد بروتينية ودهنية وغيرها. وتختلف لحوم الحيوانات فيما بينها من حيث كمية البروتين والدهن والماء. فلحم الدواجن من حيث ما يحتويه من كمية البروتين والمعادن والأنزيمات والفيتامينات والأحماض الأمينية هو الأفيد صحيا حسب معايير منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية. يمثل البروتين حوالى 20 في المائة من كتلة الجسم، وهي بذلك تلي الماء 60 في المائة من حيث الكمية، ويوجد في لحوم الدواجن 20 حامض أميني وهي المواد الأولية اللازمة لبناء كثير من المركبات البروتينية المهمة في الجسم مثل الأنزيمات والهيموجلوبين والهرمونات مثل الأنسولين وهرمون النمو وهرمون الغدة الجار درقية، كذلك الأجسام المناعية التي تساعد الجسم في مقاومة الأمراض والمواد التي تساعد على تجلط الدم والكولاجين وهو المكون الأساسي للأربطة والغضاريف، كذلك الكيراتين الذي يكون الشعر والأظافر.. فهنيئا لنا بالخطة الخمسية التي بمشيئة الله تسعى لكي تنتج مليون صحة في اليوم، فكم منا مثل الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه يعطي الكثير لأهله ومليكه ووطنه بنظرات أفقية أكثر منها عامودية. * استشاري الباطنية والسكري فاكس: 6079343