يبحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء الأردني سمير زيد الرفاعي خلال زيارته إلى الرياض اليوم، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والمستجدات على الساحتين الفلسطينية والعراقية، الملف النووي الإيراني وتعزيز الجهود الثنائية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تعزيز العلاقات السعودية الأردنية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. كما يسلم رئيس الوزراء الأردني الرفاعي، رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتعلق بسبل تعزيز العلاقات السعودية الأردنية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وسيجري الرفاعي خلال زيارته للمملكة، التي تستغرق يومين، مباحثات مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تتركز على تعزيز التعاون بين البلدين. وأكد رئيس الوزراء الأردني، سمير زيد الرفاعي في حوار مع «عكاظ» عشية زيارته للمملكة، أن العلاقات السعودية الأردنية تمثل تكاملا، ومثالا يحتذى به في العلاقات العربية العربية، وتنبني على أسس متينة من وحدة الدين واللغة، وترتكز على دعائم قوامها الجوار، والقربى، والمصير المشترك. وأضاف أن المملكة تعتبر عمقا عربيا استراتيجيا للأردن، مشيرا إلى أن البلدين حريصان على إبعاد المنطقة عن التوترات، والأزمات والسعي الحثيث للعمل من أجل أمنها، واستقرارها، ومستقبل أجيالها. القيادتان حريصتان على تعزيز التعاون وأفاد أن العلاقات والتعاون القائم بين البلدين، ما هي إلا ثمرة لرعاية كريمة، ولعناية شاملة، ولحكمة رائدة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، موضحا أن العلاقات بين الرياض وعمان تعد أنموذجا للعلاقات الأخوية الصادقة، التي تعكس انسجاما في المواقف حيال القضايا المشتركة، وتوافقا في الرؤى حول مختلف المسائل. وأشار إلى أن التنسيق بين البلدين على أعلى المستويات، والمشاورات كانت ولاتزال مستمرة لمتابعة مجريات الأحداث في المنطقة. وحول مضمون رسالته التي يحملها إلى خادم الحرمين الشريفين من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أوضح أنها تؤكد على العلاقة الخاصة، التي تربط القيادتين السعودية والأردنية، وتحمل الحب والتقدير للشعب السعودي، ولمواقفه الثابتة لدعم تطلعات الشعوب العربية، مشيرا إلى أن العلاقات الأخوية والمتينة بين القائدين، وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور، والتنسيق المستمر حيال كل الأوضاع الراهنة ستصب في تعزيز وحدة الصف، والتضامن العربي في مواجهة التحديات. موقف عربي موحد وأضاف أن العلاقات السعودية الأردنية، كانت ولاتزال تنطلق من الحرص المشترك وتوحيد المواقف، لخدمة مسيرة التضامن العربي، وتشكيل موقف عربي موحد، لمواجهة تحديات المرحلة الحالية، مؤكدا توافق المواقف والرؤى حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك. لم الشمل وتابع، إن التحديات والأحداث المتلاحقة، التي تواجهها أمتنا العربية والإسلامية تتطلب من البلدين مضاعفة الجهود نحو التوحد، وتنسيق المواقف، والعمل الدؤوب في سبيل كل ما يحقق لم الشمل. وزاد: إن المملكة التي حباها الله بقيادة حكيمة، ميزها بالحب والعطاء والتضحية، حرصت على دعم كل الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، وبذلت جميع جهودها، وواصلت العمل دون كلل أو ملل لخدمة شعبها وأمتها. المملكة صمام أمان للعرب وتحدث الرفاعي عن المحبة والتقدير، اللذين يكنهما الأردنيون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كقائد يعتمد عليه عند الملمات، والمكانة التي يتبوؤها القائد العربي الحكيم في قلوب الأردنيين، والنابعة من المواقف الحصيفة، والدور المهم والحيوي الذي تنهض به المملكة على مستوى العالم العربي، وبما تشكله من صمام أمان وحرص على الأمة وشعوبها، والقضايا العادلة، فضلا عن انحيازها الدائم لصالح الشعوب الإسلامية والعربية. وأكد أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والشعب الأردني يقدرون خادم الحرمين الشريفين؛ لمواقفه المشهود لها، والمساندة للأردن، وحرصه على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. كما ركز على الأهمية، التي تكتسبها زيارته للمملكة، في ظل التطورات التي تشهدها الساحات العربية، الإقليمية، والدولية، وتأتي في إطار استمرار التشاور والتنسيق مابين البلدين لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، مشيرا إلى أن مباحثاته ستتمحور حول تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم الجهود الثنائية؛ لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد على أن الأردن، وبتوجيهات من العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني حريص على تطوير علاقات التعاون الأخوي القائم بين البلدين، ويسعى دائما لتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. مقرا أن القضية الفلسطينية كانت ولاتزال أولوية أردنية، تصدى لها الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، الذي يبذل الجهود لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة القابلة للحياة بما يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. القدس والأقصى خطان أحمران وعن رؤية الأردن حيال ما يجري في القدس والأقصى، أوضح أن على إسرائيل وقف عمليات الاستيطان في القدس، وأيضا وقف الاعتداءات على المدينة المقدسة. مبينا أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدس يقوض جهود عملية السلام، كما أن الاستيطان يعد خروجا على قرارات الشرعية الدولية. واعتبر أن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، أو المساس به. وشدد رئيس الوزراء الأردني على أهمية دور المملكة كدولة كبرى، تحظى باحترام كبير في العالم لإرساء السلام في المنطقة، مذكرا بدعم الأردن للمبادرة العربية للسلام، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس، وعلى حل الدولتين. منع حدوث أزمات جديدة وأفصح رئيس الوزراء الأردني عن أن الرياض وعمان حريصتان على بلوغ حل عادل للقضية الفلسطينية، يكفل إقامة الدولة المستقلة، ويعيد الحقوق العربية المشروعة. وطالب، في الوقت ذاته، بضرورة تكاتف الجهود الدولية لحماية العملية السلمية، ومنع حدوث أزمات غير محمودة العواقب نتيجة ما يجري في القدس والأقصى، مرددا أن المنطقة لا تحتمل المزيد من عدم الاستقرار. وأكد الرفاعي أن الموقف الأردني يدعو إلى بلورة تحرك دولي جاد لإحلال السلام الشامل، والعادل في المنطقة. مستدعيا تأكيد الملك عبدالله الثاني الدائم على مركزية القضية الفلسطينية، وأن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا بالتوصل إلى تسوية سلمية تستند إلى صيغة حل الدولتين، التي أجمع عليها العالم، وإلى قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني. ويرافق الرفاعي خلال زيارته للمملكة وفد رفيع المستوى من عدد من الوزراء، وكبار المسؤولين الأردنيين.