يتداول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارته إلى المملكة الأربعاء المقبل، والتي تستغرق يوما واحدا، عددا من الملفات السياسية الساخنة، على رأسها تعزيز المصالحة الفلسطينية ودعم وحدة الصف العربي في مواجهة الصلف الإسرائيلي، وتعزيز العلاقات السعودية السورية في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية. كما يبحث خادم الحرمين مع الرئيس الأسد تطورات الأوضاع في المنطقة، والسبل الكفيلة لإنعاش عملية السلام المجمدة، وطبيعة التحرك المستقبلي. ويناقش الملك عبدالله مع الرئيس الأسد، المستجدات على الحدود السعودية اليمنية، فضلا عن تداعيات الملف النووي الإيراني. من جهتها، أفادت مصادر سياسية عربية رفيعة ل«عكاظ»، أن لقاء الملك عبدالله مع الرئيس السوري يكتسب أهمية بالغة، في ضوء الحراك السياسي الذي تقوده الدبلوماسية السعودية بهدف إعطاء دفعة لتعزيز العمل العربي المشترك ومناقشة المستجدات على الساحات الإقليمية والعربية والدولية، مؤكدا أن القيادتين في البلدين حريصتان على تعزيز العلاقات الثنائية، وتفعيل الحوار السياسي والاقتصادي والتجاري بينهما. وأضافت المصادر، أن الرئيس بشار سيؤكد مجددا دعم بلاده الكامل لجميع الإجراءات التي اتخذتها المملكة لردع المتسللين، والحفاظ على أمن وسيادة الأراضي السعودية ورفضها المساس بها. وأكدت المصادر، أن الرياض ودمشق حريصتان على تعزيز المصالحة والتضامن العربي لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، والتي تتطلب مزيدا من التشاور والتنسيق للحفاظ على الأمن القومي العربي، منوهة بأهمية الدور الرائد والمحوري الذي تنتهجه الرياض لدعم الاستقرار في المنطقة. وأكدت المصادر، أن ملفات البحث في قمة الرياض ستكون شاملة خاصة فيما يتعلق بالجهود العربية وسعيها الحثيث لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إنشاء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وفق مبادرة السلام العربية لإيجاد سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط. إلى ذلك، سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد لدى زيارته الرياض سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتهنئته بسلامة الوصول إلى المملكة بعد الرحلة العلاجية الخارجية. وأفادت المصادر، أن المعلم سيجري مباحثات مع سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حول تطورات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. ويرافق الرئيس بشار في زيارته وفد سوري رفيع المستوى يتضمن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم وعددا من الوزراء وكبار المسؤولين السوريين.