دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مواطنيه إلى بذل المزيد لدعم قوات بلاده في افغانستان حيث ينتشر نحو عشرة آلاف جندي بريطاني. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» الصادرة في لندن امس، أن الجنرال ديفيد ريتشاردز الذي يُعتبر أرفع ضابط في بريطانيا، سيتولى منصب رئيس أركان الدفاع، بعد إعجاب رئيس الوزراء البريطاني بدعواته لإجراء تغييرات عاجلة في أفغانستان. وأشارت الصحيفة الى ان الجنرال ريتشاردز الذي عيّن قائداً للجيش البريطاني خلفاً للجنرال ريتشارد دانات في آب (أغسطس) 2009، سيحل محل المارشال جوك ستيراب الذي سيتنحى عن منصبه كرئيس أركان الدفاع في الخريف المقبل. وأضافت أن الجنرال ريتشاردز يُطالب بإرسال قوات بريطانية إضافية قوامها 10 آلاف جندي إلى أفغانستان، ويحرص على إنهاء الوعود بأن بريطانيا ستبدأ قريباً سحب قواتها من هناك، انطلاقاً من اعتقاده أن مثل هذه الوعود من شأنها أن تعطي حركة «طالبان» ذريعة للتواري عن الأنظار في انتظار عودة القوات البريطانية إلى بلادها. وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال ريتشاردز يريد بدلاً من ذلك أن تركز القوات البريطانية على تبني استراتيجية قوية لتأمين قطاعات واسعة من ولاية هلمند جنوبافغانستان، وثم توفير المدارس والعيادات الصحية والحكومة المحلية للسكان. ويدعم ريشاردز أيضاً حملة وزير الدفاع ليام فوكس لتحديث وزارته وإدخال إصلاحات كبيرة في القوات البريطانية. وكان وزير الدفاع البريطاني فوكس اعلن الأسبوع الماضي، أن حكومته قررت عزل رئيس أركان الدفاع المارشال ستيراب في الخريف المقبل قبل نهاية مدة خدمته، في اطار سعيها لمعالجة الإخفاقات في مهمة قواتها في افغانستان. وعُين المارشال ستيراب، وهو طيار سابق، رئيساً لأركان الدفاع في عام 2006، وقام رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون بتمديد عقده مع وزارة الدفاع بعد عامين، لمنع قائد الجيش السابق الجنرال ريتشارد دانات من الحصول على المنصب بسبب انتقاده المستمر لسياسة حكومته في شأن تعاملها مع القوات المسلحة البريطانية. وفي مقال في صحيفة «صنداي تلغراف» امس، رأى كامرون «أن لدى كل شخص في بريطانيا واجب دعم القوات البريطانية التي تخاطر بحياة جنودها في افغانستان، كما يتعين على الأمة بأسرها وضع الجنود في قلب ومركز حياتنا الوطنية». وقال رئيس الوزراء البريطاني إن «دعم قواتنا المسلحة ليس مجرد مسؤولية حكومية بل مسؤولية اجتماعية وعلينا كبلد أن نقوم بواجبنا حيالها». واعلن كامرون أن حكومته ستعيد النظر في العهد العسكري المبرم بين القوات المسلحة والحكومة لتقديم المزيد من الدعم لأسر الجنود البريطانيين، وتعهد بتوفير أفضل علاج للجنود البريطانيين السابقين الذين يُعانون من مشاكل في الصحة العقلية. ودعا البريطانيين إلى المشاركة في الاحتفالات التي ستُقام السبت المقبل، لمناسبة عيد القوات المسلحة. وتنشر بريطانيا نحو 10 آلاف جندي في افغانستان معظمهم في ولاية هلمند، ولقي 299 حتفهم منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001. وكشفت دراسة لمجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة نشرتها صحيفة «أوبزرفر» امس، أن معدل وفيات الجنود البريطانيين في افغانستان أعلى أربع مرات من معدل وفيات الجنود الأميركيين. ووجدت الدراسة أن معدل الوفيات بين القوات البريطانية هو ضعف ما كان عليه في عام 2006، حين خاضت ما وُصف بأنه أعنف قتال منذ مشاركتها في الحرب في شبه الجزيرة الكورية قبل 50 سنة. وتوقعت أن تصل خسائر القوات البريطانية في افغانستان في الأسابيع العشرة المقبلة، إلى أعلى من الخسائر التي لحقت بها خلال مدة 20 أسبوعاً في عام 2006.