في مكةالمكرمة، لم يجد صالح الكناني الذي يحمل مؤهلا جامعيا وشهادة في الحاسب الآلي وظيفة منذ خمسة أعوام، يقول: اقتربت من إكمال عقدي الثالث ولم تتوفر لي فرصة وظيفية يمكنني الاعتماد عليها في بناء مستقبلي، فالعمر يتقدم بي وكثيرون في مثل سني ما زالوا على مثل حالي؛ إما عاطلين أو على وظائف مؤقتة. فيما يضيف مسفر الزهراني (خريج بشهادة البكالوريوس) قائلا: إن فشل الجهات المعنية في إلزام الشركات والمؤسسات الخاصة بالسعودة، جعلهم ضحية ولم يعد أمامهم خيار سوى القبول بوظائفهم البعيدة عن تخصصهم أو البقاء في طوابير العاطلين. وفي الطائف، عرض على خريج ثانوية عامة (تخصص أدبي) سالم المالكي، وظيفة مشرف عمال وسائق شاحنة، ما حدا به لاتهام القطاع الخاص ومكاتب العمل بأنهما وراء تنفيرهم. ويوافقه الرأي الشاب صالح الغامدي الذي لم يجد إلا وظيفة حمال في أحد المصانع في المنطقة الصناعية، يقول إنه «قبل بها رغم تدني راتبها الذي لا يتجاوز 1500 ريال ودوام الفترتين». وما زالت الخريجة أمل عبدالعزيز (بكالوريوس آداب عام 1419ه) تنتظر وزارة الخدمة المدنية حتى يتم تعيينها. وتشاركها الرأي الخريجة أمل عسيري (أدب إنجليزي) بقولها إنها تنتظر الوظيفة منذ أربعة أعوام ما أثر في نفسيتها. وتؤكد ح. الربيعي (خريجة لغة عربية) عام 1423ه، من جامعة الطائف، أنها لم تجد الفرصة طوال السنوات الماضية رغم تقدمها على الوظائف المعلن عنها وأنها ما زالت تنتظر فرصتها. ولم تكن سعدى المالكي بأحسن حال من زميلاتها السابقات حيث ما زالت تنتظر الوظيفة على مدى سبعة أعوام وفي كل عام يعدونها بالتوظيف العام المقبل. وفي القصيم، يشرح الخريج عبد الرحمن الحربي أنه حاصل على دبلوم الكلية التقنية، وظل يسعى منذ خمسة أعوام للحصول على وظيفة ولكن لم يجد أية فرصة. ويقول عبدالله المطيري (خريج ثانوية عامة) إنه تقدم منذ ثلاثة أعوام لعدد من الوظائف ولم يحالفه الحظ، مضيفا أنه حصل على فرص عمل عدة، لكنها لا تناسبه بسبب ارتفاع عدد ساعات العمل وتدني الراتب. وفي جازان، قال محمد أحمد (بكالوريوس لغة عربية) إنه تقدم إلى قسم التوظيف في مكتب العمل والعمال ووجد الوظائف المطروحة: جزار وكاشير أو موظف استقبال في شقق مفروشة أو سوبر ماركت. أما اسماعيل حيدر معشي (لغة عربية) فقال: المهن المطروحة لا تناسب ما درسناه سنوات طوالا، وليس من المعقول أن أدرس لغة عربية وأصبح حلاقا. محمد غزواني (حاصل على الثانوية ودبلوم حاسب آلي برمجيات) ذكر أنه يتيم الأب ومعظم أفراد أسرته عاطلون عن العمل ويعيشون على إعانات الضمان الاجتماعي. علي بن خميس الصيعري (صاحب مقهى للإنترنت في جازان) أشار إلى أن معظم زبائن المقهى من الشباب العاطل عن العمل ويحضر عدد كبير منهم للمقهى لتسجيل بياناتهم في المواقع التي يعلن عن وظائف عبرها.