أعلن بنك التنمية بين الأمريكيتين ومقره واشنطن، أن جهود إعادة إعمار هايتي بعد الزلزال الذي دمر عاصمتها «يور ايرنس» وضواحيها من الشوارع والمنازل والمدارس والأبنية في هايتي قد يصل إلى 14 مليار دولار بعد الزلزال الذي خلف الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، علما أن هناك مباحثات بشأن هايتي بعد الزلزال وتركيزا على المهمة الأكثر تعقيدا الخاصة بإعادة بناء الدولة بصورة أفضل مما قبل، هذا ما اعتبره كبار المفكرين في مجال التنمية على مستوى العالم «جان لوي وارنهولز» وبول كولييه وهما يقترحان لهايتي خطة على غرار خطة مارشال، تشتمل على هيئة تنمية إقليمية وعلى مشروع تصميم مؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية. كما أن هناك شكوكا عميقة من المنتقدين وأعضاء من الناشطين الاجتماعيين وموظفي الإغاثة السابقين والمواطنين العاديين حول «عمليات الإغاثة العالمية» خاصة أن معظم الذين لقوا مصرعهم في الزلزال الأخير كانوا من الفقراء الذين يعيشون في منازل تفتقر إلى أبسط المواصفات. والحقيقة أن عدم التوازن يعكس مظاهر عدم العدالة كدولة، فقبل وقوع الزلزال كان 70 في المائة من الإنتاج القومي للبلاد يذهب لعشرين في المائة فقط لسكان معظمهم من الصفوة المولودين من آباء بيض وأمهات زنجيات، وهم من يعيشون في الأحياء الراقية من العاصمة، وفي زيارة الرئيس الفرنسي نكولا ساركوزي لهايتي وبحضور رئيس هايتي رينية بريفل، تحدث ساركوزي عن ماضي بلده الاستعماري في هايتي والزمن الغابر من ممارسات استعمارية خاطئة وإجرامية كنهب الثروات والاستغلال الإنساني للرقيق من قبل المستوطنين الأوائل واقتراف المجازر والالتزامات المالية الباهظة التي فرضها لويس العاشر سنة 1825م كشرط للاعتراف باستقلال الجزيرة وبحسب اعتراف ساركوزي أمام الملأ أنه يتحمل باسم فرنسا المسؤولية عن ما جرى من قبل، بما يتعلق بجهود المساعدة والتضامن الراهنة وطي صفحة الماضى المرير بين بلاده وبين مستعمرته السابقة. وفي هذه الأثناء استفاض رئيس هايتي بقوله «إن البلد ليس بحاجة إلى إعادة إعمار وإنما بحاجة أصلا إلى اعمار، وهي كلمة تعبر عن كل شيء وأن جميع الجهود لتعزيز سياسات إعادة التوازن في هايتي يجب أن تكون قائمة على احترام سكانها وتحسين دستور هايتي من خلال الشراكة والتعاون والتنسيق وصرف إعانات قصيرة المدى، للقيام بالمشروعات الصغيرة والحد من العاطلين، وأن لا يكون وعد «ساركوزي» في مهب الرياح. يبقى التساؤل، هل سيعاد إعمار هايتي من تلك المساعدات الكبيرة التي قدمتها الدول، أم ستكون من نصيب أولاد البيض من أمهاتهم الزنجيات. همسة: خاض التناقض وانتصر.. هي الحروب طبعها غدر وفر. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة