قلوب المسلمين تدمع لفقده، ونحتسبه عند الله ويعوضنا الله بفقده ما تركه لنا من علم ينتفع، فقد ترك الفقيد علما غزيرا في فروع العلم الإسلامي، التي من بينها كتابه «التفسير الوسيط للقرآن الكريم»، وهذا الكتاب يعكس الجهد العملي الكبير والشاق الذي بذله الفقيد في نصرة كتاب الله وتفسيره وهو يقع في خمسة عشر مجلدا، وطبع عدة طبعات واستغرق في إنجازه أحد عشر عاما، ومما يعكس ما بذله فيه من تحر وتدقيق وتحقيق علمي كي يكون تفسيرا محررا من الأقوال الضعيفة، والشبه الباطلة، واعتمد فيه على منهج علمي يقوم على شرح الألفاظ القرآنية شرحا لغويا مناسبا، ثم بيان سبب النزول إن وجد وكان مقبولا، ثم ذكر المعنى الإجمالي للآية أو الآيات، ثم تفصيل ما اشتملت عليه الآية أو الآيات، من وجوه بلاغية، ومن أحكام شرعية، ومن آداب سامية وعظات بليغة، وتوجيهات حكيمة، ودعم كل ذلك بالآيات الأخرى، وبالأحاديث النبوية الشريفة، وبأقوال المحققين من علماء السلف والخلف، وحرص في هذا الكتاب على أن يكشف ما اشتمل عليه القرآن الكريم من هدايات جامعات ومن تشريعات جليلة، وآداب فاضلة، وأخبار صادقة. د. علي جمعة مفتي مصر