الكتاب «مختصر التفسير لابن كثير» عرض: د.محمد الزناتي العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الكتاب يجمع بين الحديث والتفسير وهو من التفاسير المبسطة والسهلة التي يقرأ الإنسان المسلم فيها تفسير الآية القرآنية ومعها الأحاديث التي تزيدها توضيحاً وبياناً وتبين رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات الكريمة وتفسيره لأحكامها الشرعية، فالكتاب يجمع بين ما يسمى التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي ويجمع بين الأصالة بين ما روي عن الأئمة وعن الصحابة رضوان الله عليهم وما يضيفه ابن كثير من اجتهاد ومن آراء وإن كانت بسيطة. والكتاب يساعد عوام المسلمين في شهر رمضان المبارك لمعرفة ما يجهلونه من تفسير آيات القرآن بشكل مبسط وميسر، ويعتمد ابن كثير في كتابه على القاعدة أن خير ما يفسر القرآن هو القرآن الكريم نفسه، حيث يقوم بذكر الآيات المتشابهة عندما يقوم بشرح وتفسير آية معينة، فيقدم تفسيراً موضوعياً فعندما يقوم بالتعرض لآية تشرح قضية محددة يجمع كافة الآيات القرآنية التي تتعرض لهذه القضية، ويضيف إلى ذلك أيضاً أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تتعرض لنفس القضية وكذلك أقوال الصحابة والتابعين. ويعتبر الكتاب تنقيحا جذريا لتفسير ابن كثير وتنقيته من الإسرائيليات التي أدخلت عليه حيث تم حذف الأحاديث الضعيفة التي نص الشيخ على تضعيفها، أو نص أئمة العلم على ذلك، وحذف المكرر من الأحاديث الصحيحة والحسنة، ومن الواضح أن ابن كثير رحمه الله كان يعتمد قراءة غير قراءة حفص، ويغلب على الظن أنها قراءة أبي عمرو فإنه كثيراً ما يفسر عليها ثم يذكر القراءة الأخرى، وهذا الأمر لم يتنبه له بعض من اختصر الكتاب فاختصر القراءة الثانية، وأثبت الأولى، مع أنه أثبت الآيات على القراءة التي حذفها وهي قراءة حفص، ويحتوي الكتاب على الأقوال الفقهية التي أوردها بن كثير، مع حذف الأقوال الضعيفة منها وإثبات الراجح بدليله. وتفسير ابن كثير من التفاسير السلفية التي التزم فيها رحمه الله بعقيدة السلف في آيات العقائد والأسماء والصفات إلى جانب منزلة هذا التفسير بين جمهور المفسرين ولهذا اهتم به العلماء وطلبة العلم قراءة وتدريسا وتعليقا ونقلا، ولهذا التفسير مميزاته التي تميز بها فمن ذلك اختياره أحسن الطرق في تفسير القرآن والتي هي تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين واهتمامه باللغة وعلومها واعتبارها من أهم مصادر التفسير واهتمامه بذكر أسانيد الأحاديث ونقدها واهتمامه بذكر القراءات وأسباب النزول.