فقدنا عالما جليلا وشيخا للأزهر كابد من محاصرة القضايا الإسلامية المعقدة في عالمنا المعاصر، رحمه الله وعوضنا الله بفقده في علمه المهم الذي ينتفع به، وقد فقدت الأمة الإسلامية رجلا من رجالها المهمين، الذين حملوا مشاعل الدفاع عن الإسلام بالعلم والمؤلفات المهمة، التي ربما شغلته عنها مناصبه الرسمية، غير أن هذه المؤلفات العلمية ستبقى نابضة بالحياة وهو ما ورثه الشيخ الطنطاوي لأبناء الأمة الإسلامية، ومنها كتابه: «الدعاء» الذي من أهميته أعيدت طباعته لأكثر من عشر طبعات وتناول فيه معنى الدعاء وآدابه وفضله وحديث القرآن عنه وشروطه وفوائده والدعاء والقضاء والقدر، كما قدم نماذج من الدعاء المستجاب، وجوامع الدعاء من القرآن والسنة. كما كان كتابه المهم أيضا عن «معاملات البنوك وأحكامها الشرعية» والذي تعددت كذلك طبعاته متناولا فيه الشريعة الإسلامية وخصائصها ومصادرها، وعرج من ذلك إلى المعاملات في الإسلام من حيث أسسها آدابها وأنواعها وحاجة الناس إليها، وتطرق بعد ذلك إلى الربا مستعرضا منهج الإسلام في تحريمه واختلاف العلماء في الربا المحرم شرعا، وشارحا أقوالهم في ربا الجاهلية ونماذج الربا المحرم شرعا. كما قدم فيه أمثلة وتطبيقات للمعاملات الحلال وللمعاملات الحرام وصولا إلى الحكم الشرعي للتعامل في شهادات الاستثمار، والبنوك العقارية، وغيرها مستندا في أحكامه الفقهية إلى ما رآه راجحا من أقوال بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وبأقوال المحققين من العلماء السابقين واللاحقين. د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر