فقدت الأمة الإسلامية صباح أمس واحدا من كبار علمائها البارزين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي. وتوفي طنطاوي في الرياض عن عمر يناهز 82 عاما، عقب إصابته بنوبة قلبية في مطار الملك خالد وهو يهم بالعودة إلى القاهرة قرب الثامنة صباحا، بعد حضور حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية، المقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين. ونقل شيخ الأزهر إثر الأزمة القلبية المفاجئة إلى مستشفى المطار، نقل بعدها إلى المستشفى العسكري في الرياض، فوافته المنية قرب العاشرة من صباح أمس. وبناء على وصية الفقيد دفن في المدينةالمنورة، وأوضح المسؤول الإعلامي في السفارة المصرية في الرياض نبيل بكر أن دفنه في المدينةالمنورة بناء على رغبة أسرته وموافقة السلطات المصرية، مشيرا إلى أن الفقيد دفن عقب وصول أهله وذويه المدينةالمنورة. غيبه الموت عن أولى جلسات مؤتمر الإرهاب
أمر استثنائي بنقل جثمان الفقيد إلى المدينةالمنورة تبلغت الجهات المعنية في المدينةالمنورة ظهر أمس بنقل جثمان شيخ الأزهر إلى المدينة والوصول عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي ليوارى الثرى في بقيع الغرقد. وجاء أمر نقله بصفة استثنائية حسب رغبة أسرته في دفنه في المدينة، إذ أن الشروط والضوابط لا تجيز نقل الجثامين المتوفاة خارج المدينة لدفنها في البقيع، إلا بعد موافقة إمارة المنطقة على ذلك، ويتم تزويد ثلاث جهات بصورة من الموافقة للإحاطة وسلك إجراءات النقل وتجهيزه والصلاة عليه ودفنه، فالجهة الأولى هي إمارة المنطقة التي حصلت فيها الوفاة، والثانية لوزارة الداخلية لإحاطة قوة أمن الطرق للسماح بمرور سيارات نقل الموتى بين المناطق، والأخيرة لأمانة منطقة المدينة لإشعار إدارة التجهيز كي تأخذ إجراءها في الغسل والتكفين، والصلاة عليه والترخيص بدفنه داخل البقيع. كما أن الضوابط تنص على نقل جثامين غير السعوديين المتوفين في المملكة إلى بلدانهم ما لم تصدر موافقة استثنائية بذلك. الخطة الأمنية
وفي المقابل أعدت الجهات الأمنية خطة تبدأ من استقبال جثمانه في المطار وحتى دفنه في البقيع، حيث جرى تعزيز القوة الأمنية داخل المطار للتنظيم تقديرا لحدوث أي تكدس، سيما بعد توافد مؤسسات دينية وأكاديمية وإعلامية من مصر منذ الساعة الثالثة عصرا، وتتولى إدارة المرور تسيير الحركة في الطرق خاصة عند التقاطعات التي تعترض مسار نقل الجثمان عبر طريق المطار إلى الدخول للمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، كتقاطع طريق الملك عبد الله بن عبد العزيز (الدائري الثاني)، ومن ثم الدخول به إلى ساحات المسجد النبوي، والوقوف عند بوابة الأئمة الملاصقة للمحراب في الجهة الجنوبية، وإنزال نعشه وإدخاله المسجد النبوي للصلاة عليه عقب صلاة العشاء. طنطاوي والغزالي يتشابهان في الوفاة والدفن عاد الأغلبية إلى الذاكرة أمس بعد وفاة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي إلى 14عاما مضت، وتحديدا إلى وفاة المفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي. تشابه الاثنان في الوفاة في الرياض والدفن في مقابر البقيع في المدينةالمنورة، فتوفي شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي عقب حضوره حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية البارحة الأولى في الرياض، ودفن في البقيع بناء على وصيته. وتوفي الشيخ الغزالي عام 1996 أثناء مشاركته في مؤتمر «الإسلام وتحديات العصر»، الذي نظمه مهرجان الجنادرية، ودفن في البقيع بناء على وصيته.