تشكل المواعيد لمرضى مستشفى اليمامة شرقي الرياض هاجسا كبيرا إلى جانب ازدحام طوارئ النساء والولادة وضيق المكان وقلة أماكن الانتظار، وعلى الرغم أن المستشفى تخدم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة هم سكان شرقي الرياض في أكثر من ثمانية أحياء أبرزها حي النسيم، النمار، السلام، النظيم والريان إلا أن عدد أسرة المستشفى لا يتعدى 305 سرر. «عكاظ» جالت في مستشفى اليمامة وخرجت بالتفاصيل التالية: عدد من المراجعات في المستشفى قلن إن الضغط كبير بالنسبة لعيادة النساء والولادة، وفي ذلك تقول عالية العمري ، «ولدت ابني عمر في اليمامة وكانت تجربة لن أكررها أبدا كون الإداراة لا تهتم بالنظافة، إذ أنه عندما حانت ولادتي أدخلت غرفة الولادة وكان متبقيا فيها آثار دم من المريضة التي كانت قبلي، وتعامل الممرضة الموجودة كان بشكل جاف جدا». وتضيف السيدة العمري «لأن ولادتي لم تكن بسرعة، حيث استغرق الطلق فترة أكثر من أربع ساعات، شاهدت فيها ما لم أشاهده في حياتي، حيث تركوني بمفردي دون غطاء يسترني، وكان عامل النظافة يدخل ويخرج بلا رقيب». لم يكن هذا موقف أم عمر وحدها، بل كان هناك العديد من السيدات شعرن بذات الضيق من مستشفى اليمامة، إذ تقول أريج الفهاد «في غرفة العمليات كانت برفقتي ممرضة ترفع صوتها في وجهي بشكل فج وخضعت لعملية قيصرية أدخلت على إثرها غرفة التنويم وبعد يوم بدأ لون جسدي يتحول إلى الأزرق، وتم إدخالي مباشرة غرفة العمليات لأنهم اكتشفوا بأن المشيمة مازالت باقية داخلي». أما هند العنزي فتؤكد أن أطباء المستشفى لا يراعون حرمة المريضات «كثيرا ما احتججنا من دخول الأطباء علينا دون استئذان». من جانبه، أوضح مدير مستشفى اليمامة في الرياض الدكتور صالح العقيل أن المستشفى متخصص في النساء والولادة «ولانرد أية حالة طارئة مادامت من ضمن اختصاصنا، ولكن بعض الحالات ترد إلينا وهي تعاني من أمراض باطنة فلا نستطيع استقبالها، أما ما عدا ذلك فنحن لا نرفض أية حالة ويستحيل ذلك، فمن تأتي في حالة ولادة طارئة نستقبلها، فنحن نستقبل كل السعوديين دون استثناء وحتى من خارج نطاق شرقي الرياض، ورغم أن سعة المستشفى هي 305 سرر، إلا أن المستشفى تؤدي الواجب وأكثر». وعن النظافة والصيانة في اليمامة يقول الدكتور العقيل «يستحيل أن ندخل مريضة في حالة ولادة على آثار مريضة أخرى، فمن المعروف أن الدم والإفرازات من الناقلات للعدوى ونحن حريصون جدا، وبإمكان من يشكك في ذلك أن يأتي بنفسه في حالة الذروة ليتأكد من ذلك، أما أن كان هناك تكاسل من أحد عمال النظافة ولم يؤد عمله المنوط به فهناك عقوبات ومن حق المريض تنبيهنا لشكواهم لنعاقب كل مقصر». وعن قدم المستشفى والحلول المقترحة للتوسع وتطوير المبنى أوضح مدير مستشفى اليمامة «وزارة الصحة تسعى جاهدة لتقديم أفضل الخدمات للمرضى، وهناك مبنى قيد البناء حاليا للأطفال يتسع 192سريرا، وأيضا مستشفى شرقي الرياض العام قريبا سيتم الانتهاء منه وهو عام وأما مستشفانا فهو يظل متخصصا للنساء والولادة والأطفال». وبادر الدكتور صالح العقيل باستدعاء كل من رئيسة قسم النساء والولادة في المستشفى الدكتورة نوال البريكان والمشرف على طوارئ النساء والولادة وغرف الولادة في المستشفى الدكتور أحمد الأيوبي، ليجيبوا عن شكوى المرضى المقدمة. حيث أوضحت الدكتورة نوال البريكان أن من يؤدين مهمات توليد النساء هن قابلات متخصصات معظمهن سعوديات، حيث أن السعوديات يشكلن أكثر من 70 في المائة من كادر التمريض في المستشفى، وحالات الولادة لم تعد كثيفة كالسابق، حيث انخفضت من 7100 سنويا إلى 1629 ولادة، ومعدل الولادات اليومية قرابة 20 حالة ووقت الازدحام قد تصل إلى 35 حالة ولادة يوميا. من جهته، قال الدكتور أحمد الأيوبي بأن حالات الطوارئ «تتوزع على خمس فئات، حالات حرجة تستدعي التدخل المباشر وحالات تستدعي التدخل بعد عشر دقائق وحالات تستدعي التدخل بعد نصف ساعة وحالات خلال ساعة وحالات خلال ساعتين ولا يوجد عدا ذلك، ويوميا يردنا في الطوارئ ما يقارب 120حالة قد يتم الكشف على الثلث، والآخرون يخرجون لأنهم لا يريدون الانتظار معتقدين أننا أهملناهم، ولكن نحن نباشر الحالات الحرجة التي هي أولى بالتدخل الطبي على الحالات التي بإمكانها الانتظار ساعتين، كما أننا نستقبل في الطوارئ جميع الحالات التي هي على وشك ولادة رغم أن 50 في المائة من الحالات التي تردنا لا يكون لديها متابعة طبية لدينا ولا نعرف عن وضعها الصحي شيئا، وهذا يجعلنا في موقف حرج خاصة وأننا لا نعرف تاريخ المريضة ومتابعة الحمل ومع ذلك نسعى جاهدين لخروجها ومولودها بالسلامة».