تطل «سوير» بوجهها وزيها الخليجي من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين كشخصية لجنادرية هذا العام. وتعكس هذه الشخصية كثيرا من الدلالات ونظرات الإجلال والتقدير للمرأة السعودية، كما أكدت صاحبة الفكرة ورئيسة اللجنة النسائية للتراث والثقافة، الدكتورة إقبال العرفج حيث قالت ل«عكاظ»: «تقديم فكرة سوير جاء بسبب حب ودعم الملك للمرأة، وكذلك أردنا أن نعمق حب الجنادرية في نفوس الأطفال، فاخترنا طفلة في آخر مراحل الطفولة لتحقيق هذا الهدف، وجربت ذلك على أطفال أقربائي قبل طرح الفكرة ووجدت أنهم أحبوها»، وأشارت العرفج إلى أن ارتباط الأطفال بهذه الشخصية المحببة لديهم تعني ارتباطهم بالجنادرية بكل ما تحمل من تراث وأصالة هذا البلد المعطاء، وأضافت أن سوير ستطرح من خلال «الأكشاك» المنتشرة في قرية الجنادرية للترحيب بالضيوف وتوزيع الهدايا عليهم، وأوضحت أن الهدايا عبارة عن 50 ألف بالون و«تي شيرتات» من أصغر مقاس للطفل إلى مقاس والده وقبعات وأكواب وسلاسل مفاتيح، ورأت الدكتورة إقبال أن الأجمل في شخصية سوير، هي العبارة التي تحملها «الجنادرية للوطن أحلى هدية» وبتوقيع سوير باللغتين العربية والإنجليزية رغبة في إيصال رسالة المهرجان للعالمية من خلال شخصيتها المحببة ولباسها التقليدي الجميل، وقالت العرفج: إن زي سوير يعكس اللباس التقليدي لأغلب مناطق المملكة، وأضافت أن الفنان التشكيلي التراثي أحمد المغلوث كان له دور بارز في رسم ملامح هذه الشخصية، وقد رشح من وزارة الثقافة والإعلام لقدرته الفائقة في هذا المجال، مشيرة إلى أنها طرحت عليه بعض الأفكار بصفتها صاحبة الفكرة، وتوقعت العرفج أن يكون لسوير شأن كبير وشهرة واسعة أكثر من أية شخصية في أي مهرجان. وكشفت ل «عكاظ» رئيسة اللجنة النسائية للتراث عن الشخصية الأخرى والتي ستكون العام المقبل وهي شخصية صويلح والذي هو أخ لسوير وقالت: «في العام المقبل من حق الطفل الذي لم يلبس الزي الذي يحمل صورة سوير أن يتزين بصورة صويلح وسيرحب صويلح وسوير بالضيوف». وقالت: «حب الجنادرية في قلبي كامرأة كبير جدا، لأنها أنصفت المرأة ولعل الأمير متعب عندما يردد دائما أننا نريد أن يكون الأوبريت من تأليف شاعرة سعودية له دلالة واضحة على هذا الدعم، ولتحقيق أمنية الأمير متعب بوجود كاتبة مميزة للأوبريت أقمنا ملتقى الجنادرية الأدبي للوصول إلى الشاعرة التي تستطيع من خلال أدواتها الشعرية أن تكتب نصا يليق بهذه التظاهرة الثقافية الفريدة». وأوضحت الدكتورة إقبال أن مهرجان الجنادرية لهذا العام يتميز عن غيره من المهرجانات السابقة، حيث يزخر بما هو جديد من أنشطة وفعاليات وتكريم نسائي لم يسبق من قبل لمثقفات وأديبات كبيرات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والعديد من المشاركات النسائية القوية وعلى رأسها أوبريت (شمس السعودية) النسائي لأول مرة في المهرجان. وردا على سؤال «عكاظ» عن كيفية تناولها لفكرة أوبريت (شمس السعودية) وهو من فكرتها وكلمات الشاعر الغنائي سامي الجمعان، وألحان أحمد الفهد، وإخراج أحمد الدخيل، قالت: إن الفكرة تناولتها مقسمة على أساس الحفل من خلال خمس لوحات، تعبر الأولى عن الملك عبد العزيز وأولاده ومحبتهم في قلوب الناس، وعن عودة الأمير سلطان إلى أرض الوطن سالما معافا، أما الثانية فتناول دول الخليج ومتانة علاقتها، وتمثل اللوحة الثالثة مناطق المملكة ومدى ترحيبها بضيوف السعودية وتتحدث الرابعة عن بنات المملكة وأنهم هم واجهتها التي تفتخر بها. وأضافت: من المشاركات النسائية المميزة المشاركة الفرنسية من خلال فلكلورها الشعبي حيث فرنسا هي ضيف الشرف لهذا العام، فضلا عن المشاركات النسائية الخليجية، فلكل دولة لوحة خاصة بها كما أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم نصيب، حيث تشارك 20 سيدة وفتاة منهم في لوحة معبرة ومميزة في نفس الوقت. وبينت إقبال أن جديد الجنادرية هذا العام هو تكريم شخصيات من جميع دول مجلس التعاون وقالت: إن اختيار هذه الشخصيات تم عن طريق سفاراتهم، حيث السفارة هي من ترشح الشخصية تجنبا للإحراج، ومن بينهم شخصيات مهمة جدا على مستوى دول مجلس التعاون شيخات وأميرات. كما أشارت إلى أن هناك برامج قوية للطفل مثال (الجنادرية الذكية) تتمثل فكرته في مغامرة يخوضها الطفل من خلال زر يضغط عليه الطفل فتظهر في كل مرة منطقة من مناطق المملكة، ثم يطلب من الطفل بعد ذلك كتابة قصة هو بطلها مما ينمي عنده الحس الأدبي. وأكدت العرفج على أن الحفل الافتتاحي سوف يعاد بالكامل لكل من لم يتمكن من مشاهدته في(24 25 مارس) مع توزيع الهدايا مصحوبة بجميع أنشطة المؤتمر. وردا على سؤال «عكاظ» حول ما يثار من انتقادات حول الأفكار والمشاركات النسائية وأنه لا يتم التفاعل معها ولا تؤخذ بعين الاعتبار، قالت العرفج: «أرى أن الملك عبد الله دعم المرأة وفتح أمامها الأبواب المغلقة وأي فكرة تستحق الظهور ستظهر وستجد طريقها إلى النور فالفكرة الجيدة هي التى تفرض نفسها، وهذا من واقع تجربتي الشخصية».