باشر فريق تحقيق تحت إشراف مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي، ورئاسة رئيس قسم التحقيقات المقدم عبد الله عائض الزهراني، مهامه فور وقوع حادث حريق المنطقة التاريخية في جدة، بهدف تحديد موقع بداية الحريق وكيفية نشوبه في ظل انهيار ثلاثة منازل. وأوضح الجداوي أن صعوبة التحقيق تتمثل في اختفاء سكان المنازل خلال الأيام الماضية رغم الجهود المبذولة من فريق التحقيق للوصول إليهم «وبعثنا خطابات استدعاء للملاك أو وكلائهم؛ للتحقيق معهم وإلزامهم بإحضار سكان المنازل وقت الحريق خصوصا في ظل تكرار الحوادث وعدم العثور على ساكني تلك المنازل فيما بعد. وأشار الجداوي إلى أن الجهود متواصلة عن طريق عمليات التبريد وتقليب الصخور والأخشاب بهدف القضاء على أي مصادر للنار، مطمئنا أن الوضع حاليا أفضل، الأمر الذي أدى إلى سحب بعض الفرق وإحلال آليات حديثة لا تحتاج إلا لرجل واحد ليقوم بتشغيلها، تستخدم لأول مرة والهدف من استخدامها تجربتها ومعرفة جدواها في مثل هذه الحوادث، ملمحا إلى أن عمليات البحث تستهدف البحث عن محتجزين أو متوفين تحت الأنقاض. وحذر الجداوي من خطورة المواقع المحترقة والتي تشكل خطرا كبيرا على حياة مرتادي الموقع وقال: «تم وضع أشرطة ولوحات لمنع الاقتراب منها» فيما تم تسليم مواقع لجهات الاختصاص في الأمانة إلا أن الخطورة لا تزال قائمة، خاصة في ظل وجود جدران ومبان مشبعة بالمياه. يذكر أن فريق التحقيق استجوب عددا من ملاك المحال التجارية المجاورة، وأحد أصحاب المستودعات الذي تم الكشف عن تخزينه كميات من الأقمشة في أحد المنازل المحترقة. من جانبه، بين المهندس سامي نوار المشرف العام السابق على المنطقة التاريخية والمشرف الحالي على إدارة السياحة والثقافة، أن المنطقة التاريخية تعرضت للنزف في المنازل الأثرية حتى تجاوز عدد المنازل التاريخية المفقودة إلى أكثر من 200 منزل خلال ال 30 عاما الماضية، مشيرا إلى أن المنزل الذي نشب فيه الحريق أثري مصنف ضمن المنازل المهمة والتاريخية ويعود لأسرة القاضي. وذكر نوار أن المنطقة التاريخية تضم 557 منزلا تبقى منها ما يقارب 350 منزلا. بدوره، أكد مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة أحمد محمد الغامدي أن عقوبات جزائية وصفها بأنها «صارمة» ستطال المخالفين من أصحاب العقارات في المنطقة التاريخية، خصوصا وأنهم أشعروا وأنذورا مرات عدة بضرورة الإخلاء، وعدم تأجيرها أو استخدامها كمستودعات لبضائع المحال التجارية للأسواق المجاورة. وأكد الغامدي استلام المواقع المحترقة من الدفاع المدني لإجراء أعمال إزالة الأنقاض والتي تقدر بمئات الأطنان، واستدعاء كافة ملاك المباني التاريخية من قبل إدارة تطوير المنطقة التاريخية وإعداد تقرير مفصل عن كل مبنى تشخص فيه حالته، ومدى إمكانية ترميمه من عدمها، على أن تكون كافة أعمال الترميم وفق المواصفات المحددة والتي سيتم الاتفاق مع ملاك المباني للبدء فيها من خلال المؤسسات المتخصصة. وذكر الغامدي أن المنازل المتضررة من الحريق هي: منزل بهلولي، منزل القاضي، عمارة باقحوم، منزل باعثمان، منزل باطرفي، منزل بامطهر، منزل سلامة، منزل أبو الحمائل. من جهة أخرى، تواصل ظهور النيران في إحدى العمائر المحترقة أخيرا في المنطقة التاريخية أمس. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء في الموقع لمكافحة النيران وسط إجراءات احترازية فائقة، لمنع سقوط أي من العمائر المحترقة، لا زالت النار تندلع بين وقت وآخر. ويعمل رجال الإطفاء في الوقت الراهن، على تقليب الصخور وإجراء عمليات التبريد في العمائر المحترقة، وخلال عملهم تفاجأوا بتصاعد سحب من الدخان من إحدى العمائر الأثرية وباشرت الفرق إخماد الحريق. وقال مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي، إن الحريق عاود النشوب في إحدى العمائر التي طالها الحريق الأخير، ونجحت الفرق في إخماده على الرغم من قوة انتشاره مع سرعة الرياح، مشيرا إلى أن الجهود تتواصل للسيطرة على النيران ومنع انتقالها إلى مواقع مجاورة.