واصلت فرق الدفاع المدني في جدة جهودها لإخماد الحريق الذي نشب في المنطقة التاريخية في جدة القديمة، ولا تزال فرقها الميدانية تبذل جهودا كبيرة في سبيل محاصرة الحريق الذي أصاب عشرة منازل تاريخية مصنفة ضمن الفئتين الثانية والثالثة. وبين ل «عكاظ» مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أحمد محمد الغامدي، أن الحريق خلف انهيارات في ثلاثة منازل تاريخية، فيما تضررت سبعة منازل أخرى بفعل ألسنة اللهب الممتدة. وأوضح الغامدي أنه تم رصد بعض السلبيات في بعض المنازل المحترقة بعد تحويلها إلى مستودعات أو إسكان للعمالة المخالفة في الفترات الماضية، مؤكدا توجيه الأمانة إنذارات إلى ملاكها الذين تعاون بعضهم بإخلاء المنازل التي حولت إلى مستودعات، بينما بقي مستودع واحد اكتشف أثناء الحريق أنه لم يتم إخلاؤه. وقال الغامدي إن دخول شبكة الإطفاء حيز العمل الرسمي في المنطقة التاريخية سيتم في الأول من ربيع الآخر المقبل، إثر حفر خزانات رئيسة في أطراف المنطقة حتى تصبح موقعا لصب المياه وإجراء تمديدات داخل المنطقة حتى تؤمن في حال وقوع حرائق عمليات الإطفاء دون الحاجة إلى دخول آليات الدفاع المدني. من جهته، أوضح مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي أن فرق الدفاع المدني لا تزال تناضل لإخماد الحريق، محذرا من استمرار الخطر في موقع حادثة الحريق. ولم يخف الجداوي هواجس الدفاع المدني من حدوث انهيارات أخرى في المنازل المحترقة لطبيعة المواد التي بنيت منها المنازل المصنوعة من الحجر المنقبي والأخشاب، وذلك ما يسمح بسرعة انتشار النيران وانتقالها من موقع إلى آخر. وأفاد الجداوي أنه تمت الاستعانة بفرق احتياطية من فرق الإسناد في أرض المطار القديم لدعم القوات العاملة في المنطقة التاريخية، مشيرا إلى أن كافة الأجهزة الأمنية في جدة تكاملت جهودها في الحادثة حيث شكلت فرق المرور وشرطة منطقة البلد طرقا مفتوحة أمام آليات الدفاع المدني وحولت حركة صهاريج المياه التابعة للتحلية إلى داخل المنطقة التاريخية بشكل عزز أداء مهمات العمل ووفر سهولة الحركة لرجال الدفاع المدني. وأضاف: «كان الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة، متابعا لكل مجريات إخماد الحريق، واطمأن على صحة وسلامة السكان ورجال الأمن والدفاع المدني المشاركين في إخماد الحريق». وألمح الجداوي إلى أن عمليات الإخماد ستستمر في الساعات المقبلة، دون أن يحدد موعدا زمنيا لإخماد النيران نهائيا. وقال مدير الدفاع المدني إنه عند إخماد فرق المديرية النيران في المباني ستبدأ مباشرة مهمات تقليب الحطام وإخماد بقايا النار التي ستظل في الأخشاب والتي بحاجة لإطفائها أكثر من يوم. واعتبر الجداوي أن ضيق الشوارع المؤدية إلى جدة القديمة شكل صعوبات خلال العمل بسبب عدم قدرة فرق الدفاع المدني على إدخال أكثر من آلية للموقع، مضيفا: «كما شكل ذلك عائقا أمام رجال الإطفاء الذين تعاملوا مع الحادث ومدوا عشرات الأمتار من الخراطيم على طول دروب وممرات المنطقة التاريخية، وهو ما ساهم في إخماد النيران وإنقاذ المنطقة من حريق يعد الأضخم في تاريخ المنطقة منذ سنوات. وكشف مدير الدفاع المدني في جدة عن ضبط مستودع مخالف في المنطقة وتم تقييده من الجهة المختصة تمهيدا لإحالته إلى الجهة المعنية وإيقاع العقوبات اللازمة على مالكه الذي خالف اللوائح في إيجاد مستودع في منطقة تاريخية وسكنية، مشيرا إلى أن المنطقة كانت تعج بالمستودعات في السنوات الماضية، لكن الجهود المتواصلة من قبل الدفاع المدني أسهمت في منعها ولم يتبق إلا عدد قليل جدا يتم التعامل معه بشكل دوري. ورأى الجداوي أن المشروع المعتمد من قبل الدفاع المدني والأمانة المتمثل في إنشاء شبكة إطفاء في المنطقة، يعد نقلة كبيرة وسيسهم في سرعة مباشرة الحوادث والاستغناء عن الآليات الكبيرة التي تصادف صعوبات في الولوج إلى أزقة المنطقة التاريخية الضيقة. يشار إلى أن المنطقة التاريخية شهدت نزوح عدد كبير من سكانها عقب انتشار النيران من موقع إلى آخر، وسط مخاوف من استمرار الحرائق خلال الأيام المقبلة. وأبلغ «عكاظ» الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله العمري أن الحريق وقع في سبع عمائر متجاورة مأهولة بالسكان عند الساعة الثانية والنصف ظهر أمس، حيث بدأت الشرارة الأولى في عمارة واحدة، ونظرا لطبيعة المنازل ذات الطابع القديم من أسقف خشبية وتلاصق في المباني وضيق الشوارع وعدم نفاذها انتشر الحريق بسرعة كبيرة. وبين العمري أنه بمجرد وصول فرق الدفاع المدني للموقع نجحت في محاصرة الحريق، فيما تولت فرق الكمامات التابعة للمديرية عملية إخلاء المباني المجاورة لألسنة اللهب الممتدة وتم إخلاء سكانها، مضيفا: «عمدت فرق الإطفاء إلى استخدام مادة رغوية تساعد على محاصرة الحريق وتركيز عمليات الإطفاء في المباني الخشبية». وبين الناطق الإعلامي للدفاع المدني أنه نتج عن الحريق سقوط مبنى تاريخي تبعه سقوط عمارتين مجاورتين للعمائر المحترقة، وجرى تسجيل إصابة واحدة لمواطن تم نقله إلى مستشفى حكومي قريب من موقع الحادثة.. وأوضح العمري أنه حتى الساعة لم يتم الكشف عن مسببات الحريق، حيث يتولى فريق تحقيق تابع للدفاع المدني عملية الكشف عن الأسباب.