• كثر الحديث، وطال النقاش حول مدير الكرة للفريق الاتحادي حمد الصنيع، الذي بات قضية (جدلية) بين إعلام متسلط وإدارة مكابرة تبادلا فيها الاتهامات، حيال من يقف خلف سقوط العميد من على عرش سلطانه. ليدفع ثمن ذلك التناحر جماهير النادي، التي ملت من الاسطوانة المشروخة «من المسؤول» في أمور تعد واضحة للبيان بخصوص سيناريو حدوثة حمد الصنيع. • لسنا مع حمد الصنيع ولن ندافع عنه، إنما هناك أمور لو فكر فيها جمهور الاتحاد لأدرك حقيقة الصراع الجدلي الذي لن يفيد الفريق الاتحادي بشيء. • عندما نناقش تلك القضية من وجهة نظر الإعلام المعارض لتواجد الصنيع في الاتحاد، فإن هناك عدة حقائق يجب أن لا نغفلها، لاسيما أن الصنيع لم تكن تجربته الحالية وليدة الوقت الراهن، وإنما سبق أن عمل مع إدارة منصور البلوى لمدة خمس سنوات، وكان الصنيع على مدار تلك السنوات يجد التمجيد والثناء من قبل ذلك الأعلام، وكانت تفرد له صفحات ويصف بالذكاء والدهاء، بل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك عندما صنف بأنه أفضل مدير كرة مر على تاريخ الاتحاد، مع إبراز جهوده الجليلة في العديد من القضايا ودوره البطولي في تحقيق الاتحاد لتلك الإنجازات، ولا يزال جمهور الاتحاد يتذكر تلك الفترة بكل تفاصيلها وفصولها، وكيف كان ذلك الإعلام يدافع عن الصنيع باستماتة، أضف إلى ذلك الإشادات المتلاحقة من قبل رئيس النادي منصور البلوى التي يؤكد فيها تمسكه بالصنيع، كما لم يتم قبول استقالة الصنيع التي تقدم بها سبع مرات على حد قول رئيس النادي. • أما الآن، فقد تغير موقف ذلك الإعلام تجاه الصنيع، وأصبح ينتقده في كل صغيرة وكبيرة، وتبدلت عبارات الثناء إلى عبارات السمسار والمتلاعب (في العقود)، منذ أعلنت إدارة النادي عن عودته حتى يومنا هذا، وربما تستمر إلى حين رحيله. • السؤال الذي يهم جماهير نادي الاتحاد في هذه القضية ما الذي تغير؟ ولماذا الصنيع الذي امتدح في السابق يهاجم الآن؟ • فإذا كان الصنيع ناجحا خلال فترة منصور البلوى، فلماذا مهاجمته الآن بعدما رغبت إدارة المرزوقي في الاستعانة به، وهل الإعلام لا يريد للمرزوقي أن يستقطب الناجحين؟ وإذا كان الافتراض هذا صحيحا فإنه يسمى (تخريب). • إذا كان الصنيع فاشلا وسمسارا، فلماذا كل ذلك الثناء والتمجيد؟ طالما الحقيقة عكس ذلك؟ هل كان ذلك الأعلام يمارس سياسة الضحك على الذقون مع جمهور الاتحاد؟ • تساؤلات جميعها واردة، لكن الذي لا يمكن أن يكون واردا بأن حمد الصنيع الإداري الناجح يختلف عن حمد الصنيع السمسار والمتلاعب بين عشية وضحاها. • ذكرت بأني لست مع حمد الصنيع ولست ضده، لكن من وجهة نظري، على حمد الصنيع أن يقدم استقالته (هذا إذا لم يكن قد قدمها بالفعل) ليس لأنه ناجح أو لأنه سمسار، وإنما لأن من يحب لا بد أن يقدم تنازلات وتضحيات لمحبوبه، حتى يجنبه الدخول في صراعات تفقد محبوبه الكثير، وطالما أن محبوب الصنيع نادي الاتحاد، وهو الخاسر في معركة «المصالح» فعليه الاستقالة، فالإصرار على الاستمرار يفسر بأنه أنانية. • عندما نشرت «عكاظ» عقد محمد نور أقام الأعلام المتسلط الدنيا ولم يقعدها، مشككا ومطالبا بعدم نشر مثل تلك العقود وأنها اختراق للمهنية، وعندما نشروا عقد زيايه قالوا بأنه عمل احترافي والأمانة المهنية تحتم عليهم ذلك في تناقض صريح، فالمواقف المتناقضة غدت وسيلة مكشوفة أمام الجمهور الاتحادي، الذي يعي تماما حقيقة المتلونين.